كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 46 """"""
أشتاق طُرّتها أو صُدْغها ومعي . . . من كلِّها طررٌ سود وأصداغُ
كأننا ، لا أتاح الله فُرقتنا . . . يا كعبة المسك ، يا زنْجيَّةً ، زاغُ .
وقال آخر : أحبُّ النساء السُّود من أجل تكتمٍ ، . . . ومن أجلها أحببت من كان أسوداً
فجئني بمثل المسك أطيب نفحةً . . . وجئني بمثل الليل أطيب مرقداً
وقال العسكريّ :
صرفت وُدّي إلى السُّودان من هجر ، . . . ولا التفتُّ إلى رومٍ ولا خزرِ
أصبحت أعشق من وجهٍ ومن بدنٍ . . . ما يعشق الناس من عينٍ ومن شعرِ .
فإن حسبت سواد الخدِّ منْقصةً ، . . . فانظر إلى سُفعة في وجنة القمر
وقال بشار وأجاد :
يكون الخال في خدٍّ نقيٍّ . . . فيكسبه الملاحة والجمالا ،
ويونقه لأعين مبصريه ، . . . فكيف إذا رأيت اللون خالا ؟
وقال أبو عليّ بن رشيق :
دعا بك الحسن فاستجيبي . . . باسمك في صبغة وطيبِ .
تيهي على البيض واستطيلي ، . . . تيه شبابٍ على مشيبِ
ولا يرُعْكِ اسوداد لونٍ . . . كمقلة الشادن الرَّبيبِ .
فإنما النُّور عن سواد . . . في أعين الناس والقلوبِ

الصفحة 46