كتاب موسوعة الألباني في العقيدة (اسم الجزء: 2-3)

كانوا يذبحون لهم، وأنتم تعلمون هذه الحقيقة، كانوا يذبحون، كانوا ينذرون لهم نذورا، كانوا في الشدائد يستغيثون بهم؛ لكن إذا جاءت شدة يعلمون أنه لا مغيث لهم منها إلا الله حينئذ ذكروا الله عز وجل ولجأوا إليه كما هو مصرح في عديد من الآيات الكريمة، إذن المسلم يجب أن يتعلم الأشياء التي تنافى التوحيد حتى يكون منزهاً من الوقوع فيها من حيث لا يدري ولا يشعر؛ لذلك جاء في بعض الأحاديث: «من قال: لا إله إلا الله وكفر بما سوى الله دخل الجنة» (¬1) فلا بد من الجمع بين إثبات العبادة لله عز وجل ونفي العبادة عن غير الله عز وجل.
العبادات كثيرة، وكثيرة جداً.
فكلُّ ما تعبدنا الله عز وجل به، كلُّ ما تعبد الله به من العبادات، سواء كانت من الفرائض أو الواجبات أو المستحبات، فلا يجوز للمسلم أن يتوجه بشيء منها إلى غير الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم كما تعلمون: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} (الأنعام: 162) أي: وأضحيتي وذبحيتي {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162).
فمن ذبح لغير الله معنى ذلك: أنه عبد غير الله، ليس من الضروري أن يصلى لهذا الغير، يكفيه شركاً أن يذبح لغير الله، يكفيه شركاً أن ينذر لغير الله، يكفيه شركاً أن يحلف بغير الله، كل هذه الأشياء جاء النص في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في لعن فاعلها: «من ذبح لغير الله فهو ملعون» (¬2). مطرود من رحمة الله، لماذا؟ , لأنه تقرب إلى غير الله بما لا يجوز له أن يتقرب به إلا إلى لله تبارك وتعالى لذلك بارك الله فيكم لا ينبغي لكم أن تكتفوا بأن تتكلموا سواء في الصلاة أو خارج
¬_________
(¬1) صحيح مسلم (رقم139).
(¬2) صحيح مسلم (رقم5239).

الصفحة 43