كتاب موسوعة الألباني في العقيدة (اسم الجزء: 2-3)

هذا القائل وأصبح قوله ديناً متبعاً، أصبح قوله أمراً مقرراً غير منكر، بل أصبح قولاً يتبركون به، ويحاولون الاستفادة من تلاوة هذه القصيدة بوضع كوز من ماء يحل في هذا الماء بركة هذا الكفر أو هذا الشرك في هذا الماء فيسقى المرضى ليحصلوا على الشفاء، هذا النوع يا ترى إذا تركنا الاصطلاح الذي كان للشيخ ابن تيمية فضل الأسبقية في شرحه وبيانه للناس، ماذا نسميه؟ هل هذا شرك في الربوبية .. هل هذا شرك في العبادة .. هل هذا شرك في الصفات؟ نحن نتنازل ما نقول: أنه من هذا أو من هذا أو من هذا .. لكن ماذا نستطيع نقول إذا تركنا هذا الاصطلاح؟
مداخلة: نقول: شرك، مثل ما قال النبي عليه السلام: «ويحك أجعلتني نداً لله» نقول: ما يجوز، لكن ماذا يصير لو فصَّلنا هذا التفصيل، طالما في كل واحد من هذه البنود الثلاثة الحال فيها شرك ...
الشيخ: نحن سميناه شركاً وما اختلفنا في هذا، لكن هل هذا شرك يساوي شرك من أشرك بالله في عبادته؟
الذي سجد للصنم شأنه شأن الذي اعتقد بأن نبيه يعلم الغيب؟
لا شك هذا شرك، وهذا شرك، هذا كفر وهذا كفر لكن بلا شك الذي يدرس الكتاب والسنة يفهم أن هذا النوع من الشرك غير هذا النوع من الشرك، أنا أستغرب هذا السؤال في الحقيقة، وأستغرب أكثر قولك: أنه صادر منك ومع تصديقي لك أقول: هذا ليس صادراً منك لكنه صادر من الجو الذي تحيا فيه أنت، وهذا أكيد، وإلا كيف يمكن لإنسان يفقه الكتاب والسنة أن يقنع فقط أن يقول: هذا شرك؟ طيب! نمشي ..

الصفحة 66