كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وسمي السَفَر سفرًا، لأنَّه يُسْفِر عن أَخْلَاق الرجال، وُيظْهر أَحْوَالَهم، كما يقال: أسْفَر الفَجْرُ: إِذا ظَهر، وأسْفَرت المرأةُ عن وَجْهِها: إِذا كَشَفَتْهُ.
قال الشاعر:
وكنت إِذا ما جِئْت ليلى تبرقَعَت ... فقدَ رَابَنِي فيها الغَداةَ سُفُورُها
وهو قيل لى"تَوبة" (¬1) صاحب "ليلى الأخَيلِية" (¬2).
وقيل: لـ"مجنون بني عامر" (¬3) صاحب "ليلى العَامِرية" (¬4)
156 - قوله: (وطويلُهُ)، الطويلُ: ضِدُّ القَصِير، يقال: طال، يطول
¬__________
= للمسافر، وهو عند أحمد في المسند: 4/ 240 بلفظ: "إذا كنا سفرًا أو مسافرين" كما أخرجه الشافعي في المسند: ص 18.
كما أخرجه الترمذي في الطهارة: 1/ 159، باب المسح على الخفين للمسافر والقيم حديث (96) بلفظ "إذا كنا سَفْرًا" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، قال الحافظ في التلخيص: 1/ 157: "قال الترمذي عن البخاري، حديث حسن وصححه الخطابي".
(¬1) انظر: (الأغاني: 11/ 205).
- أما توبة، فهو الشاعر المعروف، توبة بن الحُمَيِّر بن حزم بن كعب بن عقيل، أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، عاش زمن الدولة الأموية، مات مقتولا على عهد مروان بن الحكم - أخباره في: (الأغاني: 11/ 204، الشعر والشعراء: 445، المؤتلف للآمدي: ص 68، وفوات الوفيات: 2/ 175).
(¬2) هي ليلى بنت الأَخْيَل بن عقيل، وهي من أشعار النساء، لا يقدم عليها غير الخنساء، أخبارها في (الأغاني: 11/ 204، الشعر والشعراء: 1/ 448، المؤتلف: ص 93).
(¬3) انفر: (ديوانه: ص 2 تحقيق: شوقيه أنا لجق).
أما المجنون، فهو قيس بن معاذ، ويقال: قيس بن الملوح، أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة، ولقب بـ "المجنون" لذهاب عقله بشدة عشقه، وهو من أشعر الناس، كانت له علاقة مع ليلى فأنشد الشعر لها، أخباره في: (الشعر والشعراء: 2/ 563، الأغاني: 1/ 2 وما بعدها، المؤتلف: ص 188، المرزباني: ص 476، وما بعدها).
(¬4) هي أم مالك بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كانت ترعى مع قيس البَهْمَ لأهلهما وهما صَبِيَان، فتعلق كل واحد منهما بصاحبه حتى كَبُرَا فصارت معشوقته، أخبارها في: (الأغاني: 2/ 10، وما بعدها، الشعر والشعراء: 2/ 564).