كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

أرى أُمَّ حَسَّان الغَدَاةَ تَلُومُنِي ... تخَوِّفُنِي الأعداءَ والنَّفْسُ أخْوفُ (¬1)
وفي هذا الخوف قولَان:
قيل: خَوُ التَّلَف (¬2).
وقيل: خَوفُ الضَّرَر (¬3).
* تنبيه:
في الغالب: إنما يقال: مَرِض، لمن حصل لَهُ مَرضٌ عام، ولا يقال لمن وَجِعَ في عَيْنهِ، أو سِنِّه، أو عُضْوٍ: مَرِضَ.
وفي الصحيح عن أنس (¬4) أو غيره أنه قال: "امْسَحُوا على رِجْلِي فَإِنَّها مَرِيضَةٌ" (¬5).
رُبَّما قُرِن المَرضُ غالبًا بالعِيَادَةِ.
¬__________
= بالجود، أخباره في: (الشعر والشعراء: 2/ 675، الأغاني: 3/ 73، الحماسة لأبي تمام: 1/ 237، الاشتقاق: 279).
(¬1) انظر: (الأغاني: 3/ 82).
(¬2) قاله أحمد في رواية، وهو أحد قولي الشافعي. انظر: (المغني: 1/ 262، المبدع: 1/ 208، الأم: 1/ 42).
(¬3) هذا ظاهر المذهب عند الحنابلة، وهو المشهور عن أحمد رحمه الله، ومذهب أبي حنيفة ومالك وغيرهما.
قال صاحب المغني: "وهو الصحيح لعموم قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}. انظر: (المغني: 1/ 262، الشرح الصغير: 1/ 75، البناية للعيني: 1/ 488).
(¬4) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم من بني النجار، الصحابي الجليل، أبو حمزة الأنصاري، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محدث الأمة وراوية الإسلام. فضائله كثيرة توفي 93 هـ على الصحيح. أخباره في: (سير أعلام النبلاء: 3/ 395، طبقات ابن سعد: 7/ 17، التاريخ الكبير: 2/ 27، أسد الغابة: 1/ 151، تذكرة الحفاظ: 1/ 42، العبر: 1/ 107، مرآة الجنان: 1/ 182).
(¬5) أخرجه البخاري في الوضوء: 1/ 354، عن أبي العالية الرياحي رضي الله عنه، باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه، حديث (243).

الصفحة 121