كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
قال الشاعر: (¬1)
مالي مَرِضْتُ فلم يَعُدْنِي عَائِدٌ ... مِنْكُم وَيمْرَضُ عَبْدُكُم فأعُودُ
وأشَدُّ مِن مَرضيَ عليَّ صُدُودكُم ... وصُدُودُ منْ أهْوَى عليَّ شَدِيدُ
وقال آخر (¬2):
مَرضتُ فعادني عُوَّادُ قوْمِي ... فما لَكِ لَمْ تُرَيْ فِيمَن يَعُودُ
وقال الشافعي (¬3):
مرض الحَبِيبُ فَعُدْتُه ... فَمَرِضْتُ من نَظَرِي إِلَيْهِ
فأَتَى الحَبِيبُ يَعُودُنِي ... فَشَفَيْتُ مِن نَظَرِي إِلَيْهِ
* فائدة: ربما قيل: عيونٌ مِراضٌ، ولا يُراد به الَمرض المُؤْلم، وإِنَّمْا يُرَاد به أنها فَوَاتِرُ (¬4) ذُبْلٌ فَسَمَّها كذلك لما فيه من الَمرضَ.
167 - قوله: (فَخَشِيَ)، خَشِيَ الشَّيْءَ يخْشَاهُ: إذا خَافَهُ (¬5).
قال ابن مالك في "مثلثه". (الخَشَّاءُ: - يعني بالفتح -: أرضٌ ذَاتُ حَصْبَاء. والخِشَّاءُ -: يعني بالكسر -: التَخْوِيفُ، والخُشَّاءُ، [والخُشْشَاءُ] (¬6): العظْمُ النَاتِئُ خَلْف الأُذُن" (¬7).
¬__________
(¬1) هو عبد الله بن مصعب الزبيري، المعروف بعائد الكلاب. انظر: (الأغاني: 24/ 241). وفيه: ... ويمرض كلبكم فأعود، ... وصدود عبدكم علي شديد.
(¬2) أحد عشاق العرب زمن الخليفة يزيد بن عبد الملك. انظر: (عيون الأخبار: 4/ 128). وفيه: مرضت فعادني قومي جميعًا ....
(¬3) انظر: (مناقب الشافعي للبيهقي: 2/ 93)، وفيه ... فمرضت من حذري عليه. فشفيت من نظري إليه.
(¬4) انظر: (الصحاح: 3/ 1106 مادة مرض - تاج العروس: 5/ 80).
(¬5) وفي المصباح: 1/ 183: "وربما قيل: خَشَيْتُ بمعنى عَلِمْتُ".
(¬6) زيادة من المثلث.
(¬7) انظر: (اكمال الاعلام: 1/ 184).