كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (¬1)، قيل: نَتْرُكها.
175 - قوله: (خَرج منها)، المُراد: تركَها ولَمْ يُقِمْهَا.
176 - قوله: (واسْتَقبل الصَّلاةَ)، يَعْني: مِن أوَّلها، ولم يَبْنِ على ما مضَى منها، والاسْتِقْبالُ: يُطلقُ على ابْتِداء الشَّيْء كهذَا، وعلى المُقَابلة، والمُوَاجَهَةِ (¬2)، ومنه اسْتِقْبال القِبْلَةِ.
177 - قوله: (شَدَّ)، شَدَّ الشَّيْءَ يَشُدُهُ شدًّا، فَهُو مشْدُودٌ: إِذا أُحْكِمَ رَبْطُهُ (¬3).
178 - قوله: (الكَسِير)، هو مَن حَصَل لَهُ الكَسْرُ في عِظَامِه (¬4)، مثل: جَرِيحٍ مَنْ حَصل لَهُ جُرْحٌ، وعَليلٍ، مَنْ حَصل لَهُ عِلَّةٌ. والكَسْرُ: مصدر كسَر الشَّيْء يكْسِرُهُ كَسْرًا.
قال ابن مالك في "مُثلَّثِه": "الكَسْرُ: مصدر كَسَر الشَّيْءَ، والرَّجُلَ عن مُرَادِه: صَرفَهُ. والقَوْمَ: هزَمَهُم، والهَواءُ البَارِدُ: فَتَرَ بَرْدُهُ، والطَائِرُ جنَاحَيْهِ: أمَالَهُمَا للانْقِضَاضِ، والكَسْرُ - أيضًا بالفتح -: ما لَيْسَ سَهْمًا تامًا. والكِسْرُ - بالكَسْرِ -: الجَانِبُ مِنْ كلِّ شَيءٍ، وأسْفَلُ الشُّقًة التي تَلي (¬5) الأرض مِن
¬__________
= والنسائي في السهو: 3/ 17، باب ما يفعل من قام من اثنتين ناسيًا ولم يتشهَّد، وابن ماجة في الإقامة: 1/ 383، باب فِيمَنْ سلم مِنْ ثَنْتَيْن، أو ثلاثٍ ساهيًا، حديث (1214)، والدارمي في الصلاة: 2/ 351، باب سجدة السهو من الزيادة، وأحمد في المسند: 2/ 235.
(¬1) سورة البقرة: 106.
(¬2) انظر: (الصحاح: 5/ 1797 مادة قبل).
(¬3) ومنه قوله تعالى في سورة محمد: {فَشُدُّواْ الوَثَاقَ}، وقوله تعالى في سورة طه: 31: {أُشْدُدْ بِهِ أَزْرِيْ}.
(¬4) قال الفيومي: "ومنه شاةٌ كَسِيرٌ، فعِيلٌ بمعنى مفْعُولٌ: إِذا كُسِرَتْ إحْدَى قَوَائِمُها} (المصباح: 2/ 193).
(¬5) في المثلث: الذي يلي.

الصفحة 125