كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

- قوله: (النَبِيِّين)، واحِدُهم نَبيٌّ، "يهمز" ولا "يهمز" مَنْ جَعَله من "النَبَأ" همزه، لأَنه يُنَبِّئ النَّاس، أو لأنَّه يُنَبأ هو بالوَحْي.
ومَنْ لم يُهْمِز، إمَّا سَهَّلَهُ، وإما أخذَه من النَبْوَة: وهو الارْتِفَاع، لِرِفْعَة منَازِلهم على الخَلْق. (¬1)
وقيل: هو مَأخوذٌ من "النَبيْ" الذي هو الطَّريق، لأَنَّهم الطُّرُق إلى الله تعالى. (¬2)
والنَبِيُّ: مَنْ بَلَغه الوَحيُ من الله بواسطة أوْ بِدُونها. (¬3)
- قوله: (وعلى آله)، أخْتُلف في أصِلْ "آل".
فقيل: أصله "أهْلْ"، ثُمَّ قُلبَت "الهاء" همزة، فقيل: أأل، ثم سُهِّلت على قياس أمْثَالها، ولهذَا إذا صُغِّر رجع إلى أصْلِه، فقيل: أهَيْلٌ. (¬4)
وقيل: بل أَصْلُه "أُوَل" وهو عند أصحاب هذا القول: مشْتَقٌّ مِن آل، يَؤُول: إِذا رجع (¬5) فـ "آل" الرجل: هم الذين يَرْجِعُون إليه، ويُضَافُون إليه. وَيؤُولُهم؛ أي: يَسُوسُهُم. فيكون مَآلُهُم إليه.
وإِذا فُرِد "الآل" دخل فيه الُمضاف إليه، وقيل: لا، (¬6) والصواب:
¬__________
(¬1) انظر: (اللسان: 15/ 302 مادة نبأ).
(¬2) انظر: (مشارق الأنوار للقاضي عياض: 2/ 2).
(¬3) انظر تعريف النبي، واختلاف العلماء في ذلك في: (أعلام النبوة للموَرْدِي: ص 37، النبوات لابن تيمية: ص 255، الرازي في تفسيره: 23/ 49، روح المعاني للألوسي: 17/ 172، شرح العقيدة الطحاوية: ص 125، نبوة محمد في القرآن لحسن عتر: ص 46).
(¬4) انظر: (اللسان: 11/ 30 مادة أهل، المصباح المنير: 1/ 34).
(¬5) (المغرب للمطرزي: 1/ 49، اللسان: 11/ 32 مادة أول).
(¬6) وهو مذهب الكسائي، وتبعه في ذلك النحاس والزبيدي.
قال الفيومي في المصباح: 1/ 34 مادة أهل: "وليس بصحيح: إذْ لاَ قِياس يعضده، ولا سماع يؤيده". وهذا مذهب المصنف رحمه الله.

الصفحة 15