كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
ويقال للحائض: نفساء (¬1) وفي الحديث: "أُنْفِسْتِ" (¬2).
فقيل "للحَيْض" سَبْعَة أَسْمَاءٍ: "حَيْضٌ" وبها وَرَد الكتاب والسُنَّة، و"نِفَاسٌ" وبها وردت السُنَّة، و"ضَحِكٌ" وهي قولٌ (¬3) في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَضَحِكَتْ} (¬4)، و"أَكْبَارٌ"، وهو قَولٌ في قَوْلِه (¬5) عزَّ وجلَّ: {أَكْبَرْنَهُ} (¬6)، و"طَمثٌ"، وهو في قوله عزَّ وجلَّ: {يَطْمِثْهُنَّ} (¬7) ومنه قيل: أولادُ الطَّوَامِث، و"إِعصارٌ" و"عِرَاكٌ".
235 - قوله: (لم يَلْتَفِتْ)، الالْتِفَاتُ: التَّطَلُعُ إِلى الشَّيْء، وفي الحديث: "أَنه عليه السلام سُئِل عن الالْتِفات في الصَّلاة" (¬8)، ولما سُئِل عن
¬__________
(¬1) كلام المصنف رحمه الله على النفاس أخذه جملة واحدة عن البعلي. انظر (المطلع: ص 42) كما يرجع في معاني النفاس إلى (المغرب: 2/ 318، الزاهر: ص 228 - 358، تهذيب الأسماء واللغات: 2 ق 2/ 170 وما بعدها، المفردات للراغب: ص 501، التعريفات: ص 245، المبدع: 1/ 293).
(¬2) هذا بعض حديث أخرجه البخاري في الحيض: 1/ 400 باب الأمر بالنُفَساء إِذا نفسهن، حديث (294)، ومسلم في الحيض كذلك: 1/ 243، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد حديث (5)، والنسائي في الطهارة: 1/ 125، باب ما تفعل المحرمة إِذا حَاضت، وابن ماجه في الطهارة: 1/ 209، باب ما للرجل منْ امرأته إِذا كانت حائضاً حديث (635)، وأحمد في المسند: 6/ 65 - 86 - 294.
(¬3) نُسِبَ هذا القول لمجاهد وغيره. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 345: "وهذا القول ضعيف قليل التَّمَكُن، وقد أَنْكَر بعض اللُّغويين أنْ يكون في كلام العربـ "ضحكت" بمعنى حاضت".
(¬4) سورة هود: 71.
(¬5) حكاه عبد الصمد بن علي الهَاشمي عن أبيه عن جدِّه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -. جاء في المحرر الوجيز لابن عطية: 7/ 495: "وهذا القول ضعيف، ومعناه مَنكُورٌ".
(¬6) سورة يوسف، 31.
(¬7) سورة الرحمن، 56، وهذا قول "الفراء" من اللغويين. والطَمَثُ: الافْتِضَاضُ وهو النكاح بالتدميةِ، ومنه قيل: امرأةٌ طَامِثٌ: أي حائض (أحكام القرآن للقرطبي: 17/ 181).
(¬8) أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 234، باب الالتفات في الصلاة حديث (751)، وأحمد في المسند: 6/ 70 - 106.