كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
والعَشِيَّة: منْ صلاة المَغْرِب إِلى العَتَمة. والعِشَاءُ - بالكسر المد - (¬1) [والعِشَاءَان: المغْرِب والعتمة] (¬2) وزعم قَومٌ أنَّ العِشَاء مِن زَوال الشَّمْسِ إِلى طُلُوع الفجر" (¬3) آخر كلامه.
قال صاحب "المطلع": "فكأَنّها سُمِّيت باسم الوقت الذي تَقعُ فيه كما ذُكِر في غيرها" (¬4).
وقال الأزهري: "والعِشَاء: (¬5) هي التي كانت العرب (¬6) تسميها العَتَمة، فنَهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك [وقال: "لا تَغْلِبَنَّكُم الأَعْرَاب على اسْمِ صَلاَتِكُم العِشاء، فإِنّما يعْتِمُون بالإبل"] (¬7)، وإِنَّما سَمَّوها عَتَمَة باسْم عتَمة اللَّيل: وهي ظُلْمَة أَوَّلِه. وإِعْتَامُهم بالإِبل: [أنَّهم] (¬8) إِذا راحتْ عليهم النَّعَم (¬9) بعد المَساء أَنَاخُوهَا ولم يحْلِبُوها حتى يُعْتِمُوا: أي يدْخُلوا في عَتمَة اللَّيل، وهي ظُلْمَتُه، وكانوا يُسَمُّون تلك الحَلْبة: عَتَمة باسم عَتَمة اللَّيل، ثمَّ قالوا لصَلاَة العِشَاء
¬__________
(¬1) في الصحاح: مثل العشي.
(¬2) زيادة من الصحاح.
(¬3) انظر: (الصحاح: 6/ 2427 مادة عشا).
(¬4) انظر: (المطلع: ص 57 وما بعدها).
(¬5) في الزاهر: ومن بعد صلاة العشاء.
(¬6) في الزاهر: الأعراب.
(¬7) زيادة من الزاهر يقتضيها السياق.
والحديث أخرجه مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ: " ألا إِنها العشاء وهم يعتمون بالإبل" كتاب المساجد ومواضع الصلاة: 1/ 445، باب وقت العشاء وتأخيرها حديث (228) والنسائي في المواقيت: 1/ 217 باب الكراهة أن يقال للعشاء عَتَمة، وابن ماجه في الصَّلاة: 1/ 230 باب النهي أنْ يُقال صلاة العَتَمة حديث (704)، وأحمد في المسند: 2/ 10.
(¬8) زيادة من الزاهر يقتضيها السياق.
(¬9) في الزاهر: الإِبل.