كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

العَتَمة، لأَنَّها تُؤَّدَّى في ذلك الوقت" (¬1) آخر كلامه.
يقال: أَعتْمَ اللَّيْلُ، إِذا أَظْلم، وعَتَم لُغَةٌ، وذَكَر جماعةٌ من أَصْحَابِنا يكره أَنْ تُسَمَّى العَتَمة، بل تُسَمَّى العِشَاء (¬2)، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} (¬3)، ولا يُقال لهَا: "عَشِيَّةٌ". وإِنَّما يقال "عشيةٌ" (¬4) للوَقْتِ.
قال المجنون (¬5):
ذكَرتُ عشيَّةَ الصَدَفَيْن لَيْلَى ... وكُلُّ الدَّهر ذِكْرَاها جَدِيدُ
وقال عروة (¬6):
عَشِيَّةَ لاَ خَلْفِيَ تكرٌّ ولا الهَوى ... أَمامِي ولا يَهْوِي هَوَايَ غَرِيبُ
261 - قوله: (ثلث)، الثلث: الأحد من الثلاثة. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} (¬7) وهو بضم "الثاء" المثلثة في أوله، وضم "اللام" (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: (الزاهر: ص 73).
(¬2) قاله صاحب (المغني: 1/ 394، والمبدع: 1/ 347، والمذهب الأحمد: ص 13).
(¬3) سورة النور: 58.
(¬4) قال في المصباح: 2/ 62: "العَشِيَّة: مؤَنَّثةٌ، وربَّما ذكَرتْها العرَبُ على معنى: العَشِيِّ، وقال بعضهم: العشيَّة: واحدةٌ، جمْعُها عشيٌّ".
وفي الزاهر: ص 71: "والعَشِيُّ عند العرب: ما بيْن أنْ تَزول الشْمس إِلى أنْ تَغْرُب كل ذلك عَشِي والدليل على ذلك: ما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - حيث يقول: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي - إما الظهر وإما العصْر - فجعلهما صلاتي العَشِيِّ. فافْهَم ذلك".
والحديث أخرجه البخاري في الصلاة: 1/ 565، باب تشبيك الأصابع في المسجد حديث (482)، ومسلم في المساجد: 1/ 403، باب السهو في الصلاة والسجود له حديث (97).
(¬5) انظر: (ديوانه: ص 58).
(¬6) هو عروة بن حزام. انظر: (الأغاني: 24/ 155).
(¬7) سورة النساء: 11.
(¬8) وتُسَكَّن كذلك، والجمْع: أَثْلاثٌ، والثَلِيثُ: لغةً فيه. انظر: (المصباح: 1/ 92).

الصفحة 164