كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
قال الجوهري: "والفَجْر في آخِر اللَّيل كالشَّفَق في أَوَّلهِ، وقد أَفْجَرْنا، كما يقال: (¬1) قد (¬2) أَصْبَحْنا مِن الصُّبْح" (¬3). وقال الأزهري: "وسُمِّي الفَجْرُ فجْراً، لانْفِجَار الصُبْح، وهما فَجْرَان.
فالأَوَّل: مُسْتَطيلٌ في السَماء يُشْبِه بذَنَبِ السِّرْحَان، وهو الذِئْب، لأنه مُسْتَدِقٌ صَاعِدٌ غَيْرُ مُعْتَرَضٍ في الأُفُق، وهو الفَجْر الكَاذِب، الذي لا يتَعلَّق به حُكْم، لا تَحِلُّ به صلاَة الصُّبح (¬4)، ولا يَحْرُم الأَكْلُ على الصَائِم.
والفجر الثاني (¬5): "فهو المُسْتطير الصَادِق، سُمِّي مُستطيراً، لانْتِشَارِه في الأَفُقُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} (¬6): أي مُنْتَشِراً، فاشياً ظَاهِراً" (¬7).
قال الإمام أحمد في رواية مُحمد بن حَسْنَوِيه (¬8): "الفجرُ يطْلع بليلٍ، ولكن تَسْتُره أَشْجَارُ جِنَان عَدْنٍ" (¬9). ثم إِنَّ الشيخ قَرأ الفَجْر الثَاني: "بأنَّه البَياض الذي يبْدُو مِنْ قِبَل المشْرِق ولاَ ظُلْمَة بَعْده" (¬10).
264 - قوله: (المَشْرِق)، ما حَصل فِيه الإِشْرَاق، لأَنَّ الشَّمْس تشْرقُ
¬__________
(¬1) في الصحاح: كما تقول.
(¬2) ساقطة من الصحاح.
(¬3) انظر: (الصحاح: 2/ 778 مادة فجر).
(¬4) في الزاهر: الذي لا يحل أداء صلاة الصبح فيه.
(¬5) في الزاهر: وأما الفجر الثاني.
(¬6) سورة الإنسان: 7.
(¬7) انظر: (الزاهر: ص 75).
(¬8) هو الإمام الفقيه محمد بن حَسْنَويه صاحب الأدم، وقال العليمي: "الأدمي" نقل عن الإمام أحمد أشياء كثيرة. انظر ترجمته في: (طبقات الحنابلة: 1/ 292، المنهج الأحمد: 1/ 331).
(¬9) انظر: (طبقات الحنابلة: 1/ 293، المنهج الأحمد للعليمي: 1/ 332).
(¬10) انظر: (المختصر: ص 16).