كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

حَرُّ حُبٍّ وحَرّ هَجْرٍ وَحَرُّ ... أَيُّ شَيْءٍ منْ بَعْدِ هَذا أَمَرُّ
ويقال فيه: حَرُورٌ، وسَمُومٌ، ويقال: رَجلٌ محْرُورٌ، وامرأةٌ مَحْرورةٌ، حَصل لَهُمَا الحَرُّ، فاحْتَرا، وتقول: كَبِدٌ محَرْورٌ، وكَبِدٌ حَرَّى (¬1).
قال الشاعر (¬2):
وَكُن مِثْل طَعْمِ المَاءِ عَذْباً ... وبَارِداً على الكَبِدِ الحَرَّى لِكُلِّ صَدِيق
ويُقال أيضاً: رجلٌ حَرَّان.
وأَنْشَد ابنْ الأَنْباري (¬3) لقَيْس بنْ المُلَوَّح (¬4):
حَلَفْتُ لها بالِمشْعَرَيْن وزَمْزَم ... ولله فَوْقَ الخَافِقَيْنَ رقِيبُ
لِئَن كان بَردُ الماء حَرَّانَ صَادِيا ... إِليَّ حَبِيباً إِنَّها لَحَبِيبُ
268 - قوله: (بلَغ الصَبيُّ)، الصبِيُّ: مَنْ دُونَ البُلُوغ، والبلُوغُ: انْتِهَاءُ الصِغَر (¬5)، وَبَلغ ما يَصِيرُ به رَجُلاً.
¬__________
(¬1) أي فَعْلَى من الحَرِّ، وهي تأنيثِ حَرَّان، وهما لِلْمُبالغة، ومنه الحديث: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْر". قال ابن الأثير: "يُريد أنها لِشدَّة حَرِّها قد عَطِشَت، ويَبِسَت من العَطَش. والمعنى: أنَّ في سَقْي كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّى أَجراً". انظر: (النهاية: 1/ 364)، وكذلك (اللسان: 4/ 178 مادة حرر).
(¬2) لم أقف للبيت على تخريج. والله أعلم.
(¬3) هو أَبُو بكر محمد بن القَاسم بن محمد الأنْبَاري أحد الأذْكِياء الذين عُرفوا بكَثْرَةِ حِفْظِهِم، أخذ عن ثَعْلَب وأبيه القاسم بن محمد الأنباري، من أهم تصانيفه: "الأضْدَاد" و"شرح دِيوان عامر بن الطُفَيل" و"الزاهر" توفي 327 هـ. أخباره في: (تاريخ بغداد: 3/ 181، إِنْباه الرواة: 3/ 201، معجم الأدباء: 18/ 307، نزهة الألباء: ص 367، طبقات الحنابلة: 2/ 69).
(¬4) انظر: (ديوانه: ص 59، جمع وتحقيق: عبد الستار أحمد فراج) وفيه ... وذو العرش فوْق المُقْسِمِينَ رقيبُ.
(¬5) قال في المطلع: ص 41: "والبلوغ في اللّغة: الوصُوُل"، قال الجوهري: "وبلغ الغُلام: أَدْرَك": أي أدرك سنَّ البُلوغ وبداية التَّكْلِيف" (الصحاح: 4/ 1316 مادة بلغ).

الصفحة 170