كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

والإِقامة شَرعاً: الإِعلام بالقيام إِلى الصلاة، كأَنَّ المُؤَذِّن أَقَام القَاعِدين وَأَزالَهُم عَن قُعُودِهم (¬1).
275 - قوله: (ويتَرسَّل)، التَّرَسل: التَّأَنِي والتَّمَهُل.
قال الجوهري: المُتَرسِّل: الذي يَتَمهَّل في تَأْذِينهِ، ويُبَيِّن تَبَيُّناً يَفْهَمهُ مَنْ يَسْمَعهُ، وهو مِنْ قَوْلِهم: جاء فُلانٌ على رِسْلهِ: أي على هَيْنَتهِ، غير عَجلٍ، ولا مُتْعَبة نَفْسُه" (¬2).
276 - قوله: (وَيَحْدُر)، الحَدْرُ: الإِسْرَاعُ.
قال الجوهري: "حَدَر في قِرَاءَتهِ، وفي أَذَانِه، يحْدُرُ حَدْراً، إِذا (¬3) أسْرَع" (¬4).
وحكى أَبُو عثمان (¬5): "حَدَر القِرَاءَةَ: أَسْرَعَها" (¬6). قُلْتُ: وأَخَذَهُ مِن سُرْعة المَشْي في الهُبُوط. ومنه الحديث: "إِذا انْحَدَر في الوَادِي يُلَبِّي" (¬7).
277 - قوله: (كِرَهْنَا)، الكَراهَةُ: فِعْل المَكْرُوه.
¬__________
(¬1) هذا تعريف البعلي في (المطلع: ص 48).
(¬2) لم أعثر على هذا الكلام في الصحاح مادة رسل: 4/ 1708، ومادة أذن: 5/ 2068.
(¬3) في الصحاح: أي.
(¬4) انظر: (الصحاح: 2/ 625 مادة حدر).
(¬5) هو سعيد بن محمد المُعَافِري اللغوي مِنْ أهل قُرْطُبة، يُكنَّى أبا عُثْمَان، ويُعرف بابن الحداد السَّرَقُسْطِي، صاحب التصانيف، ومن أبرزها "الأفعال"، توفي رحمه الله بعد 400 هـ شهيداً، أخباره في: الصلة: 1/ 213، بغية الوعاة: 1/ 589، كشف الظنون: 1/ 133، طبقات الزبيدي: ص 261، مقدمة التحقيق لـ"كتاب" الأفعال".
(¬6) انظر: (كتاب الأفعال له: 1/ 332).
(¬7) جزء من حديث أخرجه البخاري في الحج: 3/ 414، باب التلبية إِذا انحدر في الوادي حديث (1555)، ومسلم في الإيمان: 1/ 153، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى السموات وفرض الصلوات حديث (270)، وأحمد في المسند: 1/ 277.

الصفحة 175