كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

باب: اسْتِقْبَال القِبْلَة (¬1)
يقال: اسْتَقْبَلَ الشَيْءَ يسْتَقْبِلهُ اسْتِقْبَالاً.
قال الواحدي (¬2): "القِبْلَةُ: الوِجْهَةُ، وهي: الفِعْلَة منْ الُمقَابَلة. والعَربُ تقول: ما لَهُ قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، إِذا لَمْ يَهْتَد لِجِهَةِ أمْرِه" (¬3).
وأصْل القِبْلَة في اللغة: الحَالةُ التي يُقَابِل الشَيْءُ غَيْرَهُ عَلَيْها. كالجلْسَةِ للحَال التي يُجْلَس علَيْها. إِلا أنَها الآن صارت كالعَلَم للجِهة التي تُسْتَقَبلُ في الصَّلاة.
قال ابن فارس: "سُمِّيت بذلك (¬4)، لأنَّ النَّاس يُقْبِلُون (¬5) عليها في
¬__________
(¬1) قال في المغني: 1/ 447: "واسْتِقْبال القِبْلَة شرط في صحة الصلاة إلا في الحَالَتَيْن اللتَيْن ذَكَرَهُما الخِرقي رحمه الله".
وهما: "إِذا اشْتدَّ الخَوفُ وهو مَطْلُوبٌ ابْتدأ الصلاة إلى القِبْلَة وصلى إلى غَيْرِها راجِلاً وراكباً. وكذلك في صلاة التَطوع أشاء السفَر على الرَاحِلة إذا لم يُمكِنه ذلك". انظر: (المختصر: ص 18 - 19).
(¬2) هو علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري الشافعي، أبو الحَسَن، أحد الأعلام في اللُّغة والنحو والتفسير منْ أهم تصانيفه"البسيط" في التفسير و"المغَازي" وغيرها، توفي 468 هـ، لَهُ ترجمة في (وفيات الأعيان: 3/ 303، إنباه الرواة: 2/ 223، تاريخ ابن الأثير: 18/ 123، طبقات ابن شهبة: 2/ 135، طبقات ابن السبكى: 3/ 289).
(¬3) انظر (تفسير البسيط للواحدي: 1 ق 81 أ).
(¬4) في مقاييس اللغة: قِبلةً.
(¬5) في مقاييس اللّغة: لإقبال الناس.

الصفحة 177