كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وَسُمَّيَ مُتَوَجِّهاً، لأَنَّه يَتَوجهُ بِوَجْهه، قال الله عز وجل: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (¬1). وقال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (¬2).
298 - قوله: (إلى الكعبة)، الكعبةُ (¬3): هو البيْت الحَرَام. قال الله عز وجل: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} (¬4). وفي الحديث: "يُخَرِّبُ الكَعْبةَ ذُو السُّويقَتَيْنِ مِن الحبَشة (¬5) ".
299 - قوله: (يُعَايِنْهَا)، أي يَرَاها مُعَايَنةً: أي ذي العَيْن، وقد عَايَنَ الشيْء يُعَايِنُه مُعَايَنَةً: إذا رآه بِعَيْنَيْه.
300 - قوله: (فبالصَّوَاب)، أي اليَقِين إلى عَيْنِها، والصَّوابُ: هو الحق الذي لاَ باطِل فيه.
قال الله عز وجل: {وَقَالَ صَوَابًا} (¬6)، أي حقّاً. فلاَ بُدَّ للمُعَايِنِ منْ
¬__________
(¬1) سورة البقرة: 144.
(¬2) سورة البقرة: 148.
(¬3) قال في المطلع: ص 67: "وسُميت الكعبةُ كعْبةً، لاسْتِدَارَتها وعُلوها، وقيل: لتَرَبعِها" وقال الفيومي: "سميت بذلك لنُتُوئها". (المصباح: 2/ 196).
(¬4) سورة المائدة: 97.
(¬5) أخرجه البخاري في الحج: 3/ 454 باب قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} حديث (1591)، ومسلم في الفِتَن وأشراط الساعة 4/ 2232، باب لا تقوم الساعة حتى يَمُر الرجلُ فيتمَنى أنْ يكون مكانَ الَميت حديث (58) والنسائي في الحج: 3/ 170 باب بناء الكعبة وأحمد في المسند: 3/ 220.
قال في النهاية: 2/ 423: "السُويقَةُ: تَصْغِير السَّاق، وهي مُؤئثة، فلذلك ظهرتا "التاء" في تصغيرها، وإنما صُغِّر السَّاق، لأن الغَالِب في سُوقِ الحبشة الدِّقة والحُموشَة".
(¬6) سورة النبأ: 38.