كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

أنْ يُصِيبَ عيْنَ القِبْلةِ (¬1).
301 - قوله: (غَائباً)، الغائِبُ: الذي لَمْ يَحْضُر الشيْء، ولم يُشَاهِدْه، أوْ كان بَعيداً عنه، وقد غابَ يَغِيبُ، فهو غَائبٌ.
302 - قوله: (فَبِالاجْتِهَاد) (¬2)، الاجْتِهاد: بذْلُ الجُهْدِ (¬3). وقد اجْتَهد يَجْتَهِدُ، فهو مُجْتَهِد، إذا بذَل جُهْدَه في أمْرٍ. وقد جَهَدهُ الأَمرُ.
303 - قوله: (اخْتلَف اجْتِهَاد رَجُلَيْن)، الاخْتِلاَفُ: ضِدُّ الاتِّفَاق. وقد اخْتَلَف يخْتَلِفُ، فهو مُخْتَلِفٌ. قال اللهُ عز وجل: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)} (¬4). وفي الحديث "لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبكم" (¬5).
304 - قوله: (لم يَتْبَع)، أي لَمْ يُوَافِقهُ. وقد تَبِعَهُ يَتْبَعُهُ، فهو تَابع لَهُ أي: مَشَى بَعْدَهُ، وكُلُ مَنْ تَابَعَه آخَرُ، فهو تَابع له. وَسُمِّي كلُّ واحدٍ من ملوك اليَمَن تَبَعاً، لأَنَه يَتْبَع صَاحِبَه، وسُمِّي الفَيْءُ تَبَعاً، لأَنهُ يتْبَع الشَّمْسَ. قال اللهَ عز وجل: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (¬6).
¬__________
(¬1) قال في المغني: 1/ 456: "إنْ كان معَايِناً للكَعْبَة فَفَرْضه الصَّلاة إلى عَيْنها، لا نعلم فيه خِلافاً، قال ابن عقيل: إنْ خرج بعضه منْ مسَامَتَةِ "الكعبة لم تصح صلَاتُه".
(¬2) والُمجْتَهِد في القِبْلَة: العَالم بأدِلَّتِها، وإنْ كان عامياً، ومَنْ لاَ يعْرِفُها مُقَلِّدٌ. وإنْ كان فَقيها. انظر: (زوائد الكافي لابن عُبيدان: 1/ 25).
(¬3) هذا في اللُّغة. أما في عُرف الشرع: فهو بذْل الجُهْد في تَعرف الحكم الشرْعي انظر: (المختصر لابن اللحام: ص 163، المدخل لابن بدران: ص 179).
(¬4) سورة الذاريات: 8.
(¬5) أخرجه مسلم في الصلاة: 1/ 323 باب تسوية الصُّفُوف وإقَامتها وفضل الأول منها. حديث (122)، والترمذي في الصلاة: 1/ 440 باب ما جاء ليليني منكم أولو الأحْلاَم والنهى حديث (228)، وابن ماجه في الإِقامة: 1/ 312 باب من يستحب أنْ يلي الإِمام حديث (976)، وأحمد في المسند: 1/ 457.
(¬6) سورة النازعات: 7.

الصفحة 184