كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

نَأتْ بِسُعَاد عَنْكَ نَوىً شَطُونُ ... فَأصْبَحْتُ والفُؤادُ بها رَهِينُ
وقيل: زائدة، لأَنه مُشْتَق منْ شَاط. يَشُوط (¬1): إذا احْتَرق (¬2). و"الأَلِف" و"اللاَّم" فيه، قيل: للعَهْدِ، وقيل: للعُمُوم.
(والرّجِيمُ)، فعيلٌ بمعْنَى مفْعُول: أي مَرْجُومٌ باللعْنِ والظرْدِ.
وقيل: بمعنى فاعل، لأَنَّه يَرْجِم بالإِغْواء (¬3) [وصِفَةُ الاسْتِعَاذَة أنْ يقول: أعُوذ بالله منْ الشَّيْطان الرَّجِيم (¬4)].
والثاني: "أعوذُ بالله السَّميع العَليم مِن الشيْطان الرَّجيم (¬5) ".
والثالث: "أعُوذ بالله من الشَّيْطان الرجيم إنَ اللهَّ هو السَّميع العليم".
والرابع: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (¬6) " وفيه غير ذلك.
¬__________
(¬1) لعلها: يشيط، كما في (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 150).
(¬2) انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 150، الوجوه والنظائر لابن الجوزي: ص 374، المفردات للراغب: ص 261).
(¬3) وقد ذكر ابن الأنباري معاني أُخرى للرجم. فانظرها في: (الزاهر له: 1/ 151).
(¬4) زيادة من المغني اقتضاها السياق. قال في المغني: 1/ 519: "وهذا قول أبي حنيفة والشافعي، لقوله تعالى في سورة النحل: 98 {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. وانظر كذلك: (الأم: 1/ 107، والبناية للعيني: 2/ 139).
(¬5) هذا قول أحمد رحمه الله، وذلك لقوله تعالى في سورة فضلت: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} انظر: (المغني: 1/ 519).
(¬6) روهذه رواية ثانية عن أحمد رحمه الله نَقَلها حنْبل عنه. انظر: (المغني: 1/ 519). وقال مالك: لا يسْتَعِيذ، بل يُكبرِّ ويقْرأ الفَاتِحة مُباشرةً، واستدل بحديث أنس رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 226، باب ما يقول بعد التكبير حديث (743)، ومسلم في الصلاة: 1/ 299 باب حجّة مَنْ قال لا يجهر بالبسْملة حديث (399).
عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر يفْتَتِحُون الصلاة بالحَمْدْ لله ربِّ العالمين ... " انظر كذلك: (المدونة: 1/ 62، المغني: 1/ 515، وما بعدها).

الصفحة 194