كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وقال في حق زكريا: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}. (¬1)
ومن الثاني: قول ابن عباس (¬2) في عائشة (¬3) رضي الله عنها: "إنَّها زوجةُ نَبِيِّكم في الدُّنيا والآخرة". (¬4)
وقال الفرزدق: (¬5)
وإن الذي يسْعَى لِيُفْسِد زَوْجَتِي ... كساع إلى أُسدِ الشَرَى يَسْتَبِيلُهَا (¬6)
وسُمِّيت زوجةً، لأنَّهَا تصير به زوجاً، والزوجان: هما الفردَانِ من نَوْعٍ واحِدٍ. ومنه قوله: زَوْجَا خُفٍّ ونَحْوِه. (¬7)
¬__________
(¬1) سورة الأنبياء: الآية 90.
(¬2) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، صحابي جليل، ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أحد فقهاء هذه الأمة ومفسريها. تأتي ترجمته في ص 869
(¬3) هي أم المؤمنين عائشة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فضائلها كثيرة رضي الله عنها، توفيت 57 هـ على الصحيح، ترجمتها في: (طبقات ابن سعد: 8/ 58، المعارف لابن قتبية: ص 134، حلية الأولياء: 2/ 43، أسد الغابة: 7/ 188، البداية والنهاية: 8/ 91، الإصابة: 13/ 38، الشذرات: 1/ 9 وغيرها).
(¬4) لم أعثر على هذا الحديث من طريق ابن عباس، وإنَّما هو عن عمار بن ياسر بصيغة: "هي زوجته في الدنيا والآخرة" أخرجه الترمذي في المناقب: 5/ 707، باب فضائل عائشة رضي الله عنها. قال أبو عيسى: هذا الحديث حسن. كما أخرجه ابن سعد في طبقاته: 8/ 65، وأبو نعيم في الحلية: 2/ 44 بلفظ: "إنَّها لزوْجَتُه في الجَنَّة".
(¬5) هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري، أبو فراس، شاعر عصره، قال الذهبي: "كان أشعر أهل زمانه مع جرير والأخطل النصراني"، توفي 110 هـ، ترجمته في (الشعر والشعراء: ص 381، الأغاني: 8/ 186، وفيات الأعيان؛ 6/ 86، مرآة الجنان: 1/ 238، سير أعلام النبلاء: 4/ 590، الخزانة للبغدادي: 1/ 217).
(¬6) انظر: (ديوانه: 2/ 61) وفيه: "فإِن امرأ يسْعَى يُخبِّبُ زَوُجَتي" ويروي: "يُحْرشُ زوجتي" كما في (اللسان: 2/ 292 مادة زوج).
(¬7) ولم يُجَوِّز بعْضُهم ذلك، قال الأزهري: "قلت: وأنكر النحويون ذلك، والزوج: الفرد عندهم، ويقال للرجل والمرأة: الزوجان" قال: وهذا هو الصواب وأطلق الجوهري الوجهان: (تهذيب اللغة: 11/ 154، الصحاح: 1/ 320 مادة زوج).