كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وقال ابن حمدان (¬1) في شرح "الهِدَاية": (¬2) الطهارةُ: عبارةٌ عن اسْتِعْمَال الماء أو التُرابِ أو هما، أو الأَحْجَار، إِيجاباً أو ندباً". (¬3)
وقال في "المُبْهِج": (¬4) "غَسْلُ أَعْضَاءٍ مخْصُوصَةٍ بِمَاءٍ مخْصُوصٍ"، ولا يَخْفَى ما عليه من الإِيراد من "الأَحْجَار والتراب"، و"الماء والتراب".
وقال ابن عُبَيْدَان (¬5) في شرح "المُقْنِع": "هي استِعْمالٌ مَخْصوصٌ بماءٍ أو تُرابٍ يخْتَصُّ البَدَن مُشْتَرَطٌ لِصِحَّة الصَّلاَة في الجُمْلَة". (¬6)
ولاَ يَخْفى الإِيراد عليه، مِنْ غَسْلِ النجاسة على غير البَدَن والأحجار في الاسْتِجْمار وغير ذلك.
¬__________
(¬1) هو الفقيه الأصولي أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان النُمَيْرِي الحُرَاني، نجم الدين أبو عبد الله نزيل مصر، تولى القضاء في زمانه، من مؤلفاته "الرعاية الكبرى والصغرى" توفي 695 هـ أخباره في: (الشذرات: 5/ 428، المدخل لبدران: ص 229، المنهل الصافي: 1/ 272، الوافي للصفدي: 5/ 161).
(¬2) بعد البحث والتقيب لم أعثر لابن حمدان على شرح للهداية ولَعَلَّها "الرعاية" وهو تصحيفٌ، وقد أَشار إِلى ذلك صاحب الإنصاف: 1/ 21 عندما لمَّحَ بتعريف "الرعاية" للطهارة، فهو شبيهٌ بالذي عندنا. والله أعلم.
(¬3) اختار هذا التعريف المصنف رحمه الله في كتابه "مغني ذوي الأفهام: ص 42"، قال المرداوي "لكنه مُطَوَّلٌ جدّاً" (الإِنصاف: 1/ 21).
(¬4) واسْمُه الكامل "غالب المبهج" كما في الإنصاف: 1/ 14، وهو للعلَّامة الزاهد عبد الواحد بن محمد الشيرازي المعروف بالمقدسي، أبو الفرج، الفقيه الأصولي له كتاباً "الإيضاح" و"الإشارة" وغيرها، توفي 406 هـ، ترجمته في: (طبقات الحنابلة: 2/ 248).
(¬5) هو الفقيه عبد الرحمن بن محمود بن عبيدان البعلي، زين الدين أبو الفرج، أخذ الفقه على الشيخ تقي الدين بن تيمية وغيره، توفي 734 هـ، له ترجمة في (ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 423، الشذرات: 6/ 107).
(¬6) وهو تعريف المجد بن تيمية في "شرحه الهداية"، وجزم به صاحب "مجمع البحرين" "والحاوي الكبير". انظر: (الإِنصاف: 1/ 20).