كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

5 - قوله: (تكونُ الطهارة)، أي: تَحْصُل وتَحْدُث، وهي هاهنا تامةٌ غير مُحْتَاجَة إِلى خَبَر، ومتى كانت تامةً، كانت بمعنى الحَدَث والحُصُول، (¬1) ومنه قوله تعالى: {وإِنْ كان ذُو عُسْرَةٍ}: (¬2) أي وُجِدَ.
قال الشاعر: (¬3)
إِذا كان الشِّتاءُ فَأَدْفِئُونِي ... فإنَّ الشيْخَ يُهْرِمُه الشِّتَاءُ
أي: إِذا جَاء الشِّتَاء وحَدَثَ.
وفي نسخةٍ مقْرُوءةٍ على ابن عقيل: (¬4) "باب ما تَجُوز به الطِّهارة من الماء". (¬5)
6 - قوله: (مِنْ الماء)، الماءُ: جمْعُه مِيَاهٌ، وهمزته مُنْقلبة عن "هَاءٍ" فأصْلُه "مَوَهٌ" وجمعه في القلة "أَمْوَاهٌ"، (¬6) وفي الكثرة "مِيَاهٌ" كجَمَلٍ وأَجْمَال "وهو اسم جنس وإنما جمع لكثرة أنواعه". (¬7)
¬__________
(¬1) انظر: (المغني: 1/ 5).
(¬2) سورة البقرة: الآية 280.
(¬3) هو الربيع بن ضَبُع، و"يُهْرِمُه" تُرْوَى: "يُهْدِمُه"، أو "يُهْزمُه"، والشاهد فيه "ما كان" فهي تامة هنا بمعنى "حضر أو جاء"، وانظر: (الجمل للزجاجي: ص 49، شذور الذهب لابن هشام: ص 354).
(¬4) هو الإمام علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي، أبو الوفا، الفقيه الأصولي، صاحب المؤلفات منها: "التذكرة" و"الفصول" في الفقه، و"الواضح" في الأصول، توفي 513 هـ، له ترجمة في: (طبقات الحنابلة: 2/ 259، المنتظم: 9/ 212، ميزان الاعتدال: 3/ 146، غاية النهاية: 1/ 556، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 142).
(¬5) انظر: (المغني: 1/ 6).
(¬6) قال الفيومي في المصباح: 2/ 254 مادة موه: "ربما قالوا: "أَمْوَاءٌ" بالهمز على لفظ الواحد".
(¬7) انظر: (المطلع: ص 6، الصحاح: 6/ 2250 مادة موه).

الصفحة 32