كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

قال ابن سكَّرة الهاشِمي: (¬1)
لِلوَزدِ عِنْدِي مَحَلٌّ ... لأنه لا يُمَلُّ
كلُّ الرَّياحِين جُنْدٌ ... وهو الأميرُ الأَجَلُّ (¬2)
إنْ غابَ عَزُّوا وبَاهُوا ... حتى إذا عَاد ذَلُّوا
وقال غيره: (¬3)
زَمنُ الوَرْدِ أَظْرَف الأَزْمَان ... وأَوَانُ الرَّبيع خَيْر أَوَانِ
أَشْرَفَ الزهْر زَارَ في أَشْرَفِ الدَّهْر ... فَقَبِّل فيه أَشْرَف الفِتْيَانِ
وقال غيره:
تَمَتَّع مِنْ الوَرْد القَلِيل بَقَاؤُهُ ... فَإنك لم يَحْزُنْك إِلَّا فَنَاؤُه
وَوَدِّعْهُ بالتَقْبِيل واللُثْمِ والبُكَا ... ودَاعَ حَبِيبٍ بعْد حَوْل لِقَاؤهُ (¬4)
قال بعضهم: "إذا أَوْرَدَ الوَرْدُ صَدرَ البَرْدُ".
وقد ذَمَّ الوَرْدَ قَوْمٌ وهَجَوْهُ.
فَهجاهُ ابن الرومي، (¬5) لأَنه كان يَزْكَم مِن رائِحَته، فقال فيه ما هو من عجائب التَشْبِيه:
¬__________
(¬1) هو أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد المعروف بابن سكرة الهاشمي، شاعر الملح والظرف، له ديوان يربي على خمسين ألف بيت، انظر أخباره في: (يتيمة الدهر: 3/ 3 وما بعدها)، وفي سكردان السلطان لابن أبي حجلة: ص 234 (قال ابن حجاج.
(¬2) انظر: (يتيمة الدهر: 3/ 26، حَلَبة الكميت للنواجي: ص 243).
(¬3) هو أبو الفرج عبد الواحد المعروف بالببَّغاء. انظر: (يتيمة الدهر: 1/ 324) وفيه: فَصِلْ فيه أَشْرَف الإِخْوَان.
(¬4) أنشد البيتين شمس الدين النواجي في كتابه (حَلبة الكميت: ص 237) ولم ينسبهما.
(¬5) هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج مولى آل المنصور المعروف بابن الرومي، قال =

الصفحة 44