كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
الله عز وجل: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} (¬1)، وقال الأخفش: "رُهُنٌ: قبيحة" (¬2) كذا قال، وقد ورد بها القرآن، فلا عِبْرَة بقوله وقيل: رُهُن جَمْع رِهَان، كَكُتُب وكتاب. ويقال: رَهَنْتُ الشَّيءَ، وأَرْهَنْتَهُ.
قُلْتُ: وَرُّبّما جُمع الرَّهْن على رُهُون (¬3).
وقال بعض أصحابنا في كلامه في الفقه: "وإِنْ بَقِيَتْ عِنْدَه رُهُونٌ".
وهو شرعاً: المال الذي يُجْعَل وثيقَةً بالدَّيْن ليُسْتَوْفَى منْ ثَمَنِه، إِن تَعَذَّر اسْتِيفَاؤُه مِمَّن هُو عليه (¬4).
وقال الشيخ في "المقنع": "وهو وثيقةٌ بالحَقِّ" (¬5).
1010 - (من جَائِز الأمْر)، أي: جَائِز التَّصَرُف (¬6)
¬__________
(¬1) سورة البقرة، 283، وبالإضافة إلى أنها رواية أبي عمرو بن العلاء، فهي رواية ابن كثير كما روى عنهما كذلك "فَرُهْنٌ" بسكون "الهاء". انظر: (السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 194).
(¬2) انظر: (معاني القرآن للأخفش: 1/ 190).
وعلل قَوْلُه هذا بأنه لا يجمع فَعْلٌ على فُعُل إلا قليلاً شاذاً ... ثم قال: وقد يكون رَهُن جمعاً للرهان، كأنه يجمع رَهْنٌ على رهان، ثم يجمع رِهان على رُهُن، مثل: فِرَاش، وفُرُش. انظر: (معانى القرآن: 1/ 190 - 191).
(¬3) قال هذا صاحب: (المغرب: 1/ 356، والمصباح المنير: 1/ 260)، مثل: فَلْسٌ وفُلُوسٌ.
(¬4) هذا تعريف صاحب: (المغني: 4/ 366) وبمثله عرفه صاحب (الإنصاف: 5/ 137) وانظر أيضاً تعريفه في: (الكافي: 2/ 128، والتعريفات للجرجانى: ص 113، أنيس الفقهاء: ص 289، الزاهر الأزهري: ص 221، طلبة الطلبة: ص 146، لغات التنبيه: ص 62).
(¬5) انظر: (المقنع: 2/ 101).
(¬6) قال في "المغني: 4/ 369 ": "يعني أنَّ الراهن الذي يَرْهَن ويَقْبض يكون جائز التصرف في مَالِه، وهو الحُرّ المكلف الرَشيد، ولا يكون محجوراً عليه لِصغَرٍ أو جُنُونٍ أوْ سَفَهٍ أو فَلَسٍ".