كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

سُمِّيت الجُرَّةُ قُلَّةً - والله أعلم - من عادة نِسَاءِ العَرب أَنْ يحْمِلْنَها فوق رؤُوسِهِنَّ، أخذاً لذلك من المكان القليل على رأس الجبل.
والمرادُ بالقِلاَلِ: قِلاَلُ هجر، (¬1) لأَنَّها أكبر القِلاَل، (¬2) ولأَن في بعض الأحاديث "إِذا كَان الماءُ قُلَّتَيْن بقِلاَلِ هجر ... " (¬3).
22 - قوله: (وهو خَمسُ قِرَب)، القِرَب: واحِدَتها قِرْبَة، واخْتُلِفت الرواية عن أحمد، كم القُلَّة قِرْبَةً، على ثلاثِ روايات:
أ - إِحداها: أَنَّها خَمسُ قِرَب.
ب - والثانية: أَرْبَعٌ.
¬__________
(¬1) قال البكري: "هجر: بفتح أوله وثانيه: مدينة بالبحرين معروفة (معجم ما استعجم: 2/ 1346).
وقال ياقوت: "وَرُبّما قيل: الهَجَر بالأَلف واللاَّم" (معجم البلدان: 5/ 393).
وقيل: هجر: قرية قُرْبَ المدينة (معجم البلدان: 5/ 393)، وهي المراد هنا كما ذكر ذلك ابن الأثير في (النهاية: 4/ 104)، وليست هجر البحرين. وقال الماوردي في الحاوي: "الذي جاء في الحديث ذكر القِلاَل الهَجرية، قيل إِنها كانت تُجْلَب من هجر إلى المدينة ثم انقطع ذلك فعدمت (معجم البلدان: 5/ 393).
وقد ذُكِرَ لـ "هجر" معانٍ كثيرة. انظر: (معجم البلدان: 5/ 392، وما بعدها، معجم ما استعجم: 2/ 1346).
(¬2) قاله الأزهري وصاحب المغني. انظر: (الزاهر: ص 60، المغني: 1/ 23).
(¬3) أخرج هذا الحديث مع ضميمة بـ "قلال هجر" - ابن عدي في الكامل في ترجمة "المغيرة بن سقلاب": 6/ 2357 وقال: "قوله في متن هذا الحديث "من قِلاَل هجر" غير محفوظ، ولم يُذْكَر إِلا في هذا الحديث من رواية المغيرة هذا عن محمد بن إسحاق.
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص: 1/ 19: "التَقييد بِقلاَل هجر ليس في الحديث المرفوع ... وتقدم أنه غير صحيح".
وقال ابن القيم في تهذيب السنن: 1/ 63: "وأما تقدير القلتين بقلال هجر، فلم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيء أصلاً".

الصفحة 49