كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 3)

الوَرَثة، وحجْرٌ على المرتد: لحظ المسلمين. (¬1)
ويقال: حَجَر الحَاكِمُ يَحْجُر، وَيحْجِرُ، بضم "الجيم"، وكسرها.
1033 - قوله: (ومَنْ أونِس منه رُشْدٌ)، بـ"النون" بمعنى: وُجِدَ، فأما ما وجد في بعض (¬2) بـ"الياء"، فلا أعْرِف لَهُ وَجْهاً، وإِنما اليُؤسُ من اليَأسِ: وهو قُنُوط الشيء. قال في "القاموس": أيِسَ منه - كسَمِع - أيَّاساً: قَنِطَ، وآيَسْتُه، وأيَّسْتُه. قال: والأَيْسُ: القَهْر"، (¬3) وقالوا: غَيْرَهُ.
واليأسُ: من يَئِسَ يَيْأسُ يَأساً، فهو يائِسٌ (¬4)، قال الله عز وجل: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ}. (¬5)
وقال الشاعر: (¬6)
وإنْ أكُ عن لَيْلَى سَلَوْتُ فَإنَّما ... تَسَلَّيْتُ عن يَأسٍ ولَمْ أسْلُ عن صَبْرِ
وقال آخر: (¬7)
فإِنْ تَسْلُ عَنْكِ النَفْسُ اوْ تَدَعِ الهَوَى ... فَباليَأسِ تَسْلُو عنك لا بالتَّجَلُّدِ
¬__________
(¬1) ويسمى هذا النوع من الحجر - لحظ الورثة، والسيد، والمرتهن، والغرماء - حجراً لحق الغير. انظر: (المذهب الأحمد: ص 99، الإنصاف: 5/ 272، لغات التنبيه: ص 64، المطلع: ص 254).
(¬2) أي: بعض النسخ.
(¬3) انظر: (القاموس المحيط: 2/ 206 مادة أيس).
(¬4) قال في "المصباح: 2/ 306 ": "ويجوز قلب الفعل دون المصدر، فيقال: أيس منه": أي بدل من يئس".
(¬5) سورة الطلاق: 4.
(¬6) هو المجنون. انظر: (ديوانه: ص 165).
(¬7) هو يزيد بن عبد الملك لما وقف على قبر محبوبه "حَبَابة" انظر: (الحماسة البصرية: 2/ 146)، وفي (نهاية الأرب للنويري: 5/ 63) قاله كثير.

الصفحة 501