كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 3)

والحَقُّ يُطلَق بإِزاء أشْياء: ما ليس بلَعِبٍ، ومنه قوله تعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ} (¬1) والواجبُ: ومنه: حَقُّ الأَمْر: وَجَب". (¬2)
1051 - قوله: (واسْتَثْنَى)، الاستثناءُ، مصدر اسْتَثْنَيْتُ: (¬3) وهو إخْراجُ الشَّيءِ مما دَخَل فيه.
وقيل: إخراج ما لَوْلاَه، لَدَخل.
وقيل: ما لَوْلاَهُ، لَوَجَب دُخُولُه بـ"إِلا" و "غير" ونَحْوِهما. (¬4) نَحْوَ: لَهُ عَشْرةً إِلا دِرْهَم، وله عَشْرَةً غير دِرْهَم، وله عشرة سوى دِرْهَم.
قال قيس بن ذُرَيح: (¬5)
وكلُّ مُصِيبَاتِ الزَمَان رأيتُها ... سِوَى فُرْقَةِ الأحْبَابِ هيِّنةَ الخَطْبِ
وقال غيره: (¬6) وهو مِنْ بَاب الاستثناء من الَمدْح بِمَدْحٍ يُشْبِه الذَّمَ.
¬__________
(¬1) سورة الأنعام: 73.
(¬2) انظر: (نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي: ص 265).
(¬3) وأصله من قولك: ثَنَيْتُ وجْه فُلانٍ: إذا عطفْتَه وصَرَفْتَه، وثَنى فلان وجوه الخيل: إذا كفها وردها. انظر: (الزاهر: ص 416).
(¬4) هذا تعريف الاستثناء في اصطلاح النحويين. انظر: "المغرب: 1/ 125، أنيس الفقهاء: ص 244، المصباح: 1/ 94، المطلع: ص 337).
ويكون الاستثناء في اليمين مثل قول الحالِفِ (إن شاء الله تعالى، لأن فيه رَد ما قالَهُ بمشيئة الله تعالى، كذا في: "المغرب: 1/ 125، أنيس الفقهاء: ص 244).
(¬5) انظر: "الدرر للشنقيطي: 2/ 91)، وفيه: وكل مصيبة تُصيبُ فإنّها ......
(¬6) هو النابغة الذبياني. انظر: (ديوانه: ص 44، تحقيق: أبو الفضل إبراهيم).

الصفحة 516