كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

قال علي (¬1) رضي الله عنه لقَوْمٍ: "ما لكم لا تُنَظِّفُون عَذِرَاتِكم"، (¬2) يريدُ: أَفْنَيتِكُم. (¬3)
25 - قوله: (يَنْجُس)، يقال: نَجِسَ يَنْجَسُ، كعَلِمَ يَعْلَمَ، ونَجُس يَنْجُسُ، كَشَرُفَ يَشْرُفُ. فنَجِسَ بفتح "الجيم" وكسرها.
26 - قوله: (الَمصانِع)، واحدها: مَضنَعٌ، وهو المكان الذي يُجْمَع فيه الَماء.
قال الشيخ: "يَغنِي بالَمصَانِع: البِرَكُ التي صُنِعَت مورداً للحَاجِّ، يشربون منها، ويجْتَمِع فيها ماءٌ كثير، ويفْضُل عنهم". (¬4)
27 - قوله: (بطرِيق)، الطَرِيقُ: (¬5) هو المكان الذي يُذْهَب فيه، وهو الَمسْلَكَ.
¬__________
(¬1) هو الصحابي الجليل، الخليفة الراشد، علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، أبو الحسن والحسين، وابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، فضائله كثيرة، توفي 40 هـ، أخباره في: (أسد الغابة: 4/ 91، الإصابة: 4/ 269، صفة الصفوة: 1/ 308، الرياض النضرة: 2/ 153، حلية الأولياء: 1/ 61، المرزباني: ص 279، الأعلام: 4/ 295).
(¬2) أخرجه علاه الدين الهندي في: (كنز العمال: 15/ 489)، حديث (41939) وأبو عبيد في: (غريبه: 3/ 450)، قال: "وهذا الحديث قد يروى مرفوعأوليس بذاك المثبت من حديث إبراهيم بن يزيد المكي، كما أخرجه الزمخشري في: (الفائق: 2/ 402)، وابن الأثير في: (النهاية: 3/ 199).
(¬3) ثم استعملت مجازاً للفَضْلَة المستقذرة التي تخرج من الإنسان، أما العلاقة في هذا المجاز فقد قال عنها في المصباح: 2/ 47: "لأنهم كانوا يلقون الخَرَء فيه" فهو من باب تسمية الظرف باسم المظْرُوف، ثم شاع هذا الاستعمال المجازي حتى صَار حقيقةْ عُرفية.
وقال أبو السعادات في (النهاية: 3/ 199): "وسميت بالعَذِرَة، لأنهم كانوا يلْقُونها في أَفْنية الدور".
وقال أبو عبيد في: (غريبه: 3/ 450): "فَكْنِيَ عنها باسم الغناء كما كُنِي بالغائط أيضاً ... ".
(¬4) انظر: (المغني: 1/ 37).
(¬5) قال الجوهري: "الطريق: السبيل، يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق =

الصفحة 52