كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 3)

1140 - قوله: (كالعُمْرَى)، العُمْرَى - بضم "العين " (¬1) -: نوعٌ من الهِبَة، ماخُوذةٌ من العُمْرِ. (¬2)
قال أبو السعادات: "يقال: أعْمَرْته الدَّار عُمْرى: أي جَعَلْتُها لَه يسْكُنُها مدة عُمْرِه، فإِذا مات عادتْ إِليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية فأبْطَل ذلك، (¬3) واعْلَمَهم أنَّ مَنْ أُعْمِر شيئًا، أوْ أرْقِبَهُ في حياته فهو لِوَرَثَتهِ من بَعْدِه". (¬4)
1141 - قوله: (والرُقْبى)، قال ابن القطاع: "أرْقَبْتُك: أعطَيْتك الرُقْبَى، وهي هبَة تَرْجِع إِلى الُمرْقِب، إنْ مات الُمرْقَب، وقد نُهِيَ عنه"، (¬5) والفاعل منهما: مُعْمِرٌ ومُرْقِب، بكسر "الميم" الثانية، و"القاف"، والمفعول بفتحهما.
¬__________
(¬1) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح: 5/ 238 ": "وحكى ضم "الميم" مع ضم أوله، وحكى فتح أوله مع السكون".
(¬2) قال في "المغني: 6/ 302 ": "وصورة العُمْرَى، أنْ يقول الرجل: أعمرتك دَارِي هذه، أو هي لك عُمْرِي أو ما عِشْتَ، أو مدةَ حَياتِك، أو ما حَيِيْتَ أو نحو ذلك، ثم قال: سُميت عُمْرَى: لتقييدها بالعُمْر".
(¬3) أي: الإسلام.
(¬4) انظر: (النهاية في غريب الحديث: 3/ 298).
وقد أخرج أبو داود وغيره في هذا الباب حديثًا عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُرْقِبُوا ولا تُعْمِرُوا فمن أرْقِبَ شيئًا أو أعْمِرَه فهو لورثته كتاب البيوع: 3/ 295، باب من قال فيه ولعقبه، حديث (3556).
(¬5) انظر: (كتاب الأفعال: 2/ 23)، قال الأزهري: ص 262: "والرُقْبىَ ماخودة من المراقبة كان كل واحد منهما يراقب موت صَاحِبه".
ينظر في تعريف العمرى والرقبى: (المغني: 6/ 302 - 303، الصحاح: 1/ 138 رقب، المغرب: 1/ 341، 2/ 82، المصباح المنير: 1/ 360، 2/ 80، أنيس الفقهاء: ص 256 - 257، الزاهر: ص 261 - 262، حلية الفقهاء: ص 153، المطلع: ص: 291، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2 / 124، 2/ 2/ 42).

الصفحة 557