كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 3)

- صلى الله عليه وسلم -: هلْ أعْرَسْتُم الليْلة؟ " (¬1) فكناية عن الوَطْء، ويقال للمرأة: عِرْسٌ.
وقال إسْمَاعِيل بن عمار الأسدي: (¬2)
وهل هي إلَّا مِثلُ عِرْس تَبذلَتْ ... على رَغْمِها من هاشِم في مُحَارِبِ (¬3)
وعَرس (¬4) الرجلُ، وأعْرَس: إذا دَخَل بزَوْجَتِه. وعَرسَ بمعنى: أقَام به، وفي الحديث: "فعَرَّسْنا ساعةً"، (¬5) ويقال للمكان الذي يُنْزل فيه: مُعَرَّسٌ، وكذلك يقال للفعل: مُعَرَّسٌ.
وقال الشاعر: (¬6)
وإنْ لم يكُن إلَّا مُعَرسُ ساعةٍ ... قليلاً فإنِّي نافِع لي قَلِيلُها
وفي الحديث: "أنَّه أوتِيَ وهو في مُعَرَّسِه". (¬7)
¬__________
(¬1) سبق تخريج هذا الحديث في ص 302.
(¬2) هو إسماعيل بن عمار بن عيينة بن الطفيل بن جذيمة، ينتهي نسبة الى أسد بن خزيمة، شاعر مقل من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، أخباره في: (الأغاني: 11/ 364، شرح الحماسة للتبريزي: 4/ 83، الحماسة لأبي تمام: 1/ 527، الاعلام: 1/ 320).
(¬3) البيت في: (الحماسة لأبي تمام: 2/ 210) للشاعر المذكور، وذكر التبريزي في: (شرح الحماصة: 4/ 83) نقلا عن دعبل بن علي أن البيت للوليد بن كعب.
(¬4) نسبه الجوهري الى العامة. (الصحاح: 3/ 948 مادة عرس).
(¬5) أخرجه مسلم في الجهاد: 3/ 1375 بلفظ قريب منه، باب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى، حديث (46)، وابن ماجة في الجهاد: 2/ 947، باب الغارة والبيات وقتل النساء والصبيان، حديث (2840)، وأحمد في المسند: 4/ 46 - 51.
(¬6) هو ذو الرمة. انظر: (ديوانه: 2/ 913)، وفيه ... إلَّا تَعلُّلَ ساعة ... والبيت بروايته هذه في كتاب (الزهرة للأصفهاني: 1/ 97).
(¬7) أخرجه البخاري في الاعتصام بالسنة: 13/ 306، باب ما ذكر النبي وحض على اتفاق أهل العلم. حديث (7345)، ومسلم في الحج: 2/ 981، ياب التعريس بذي الحليفة، حديث (433)، (434)، وأحمد في المسند: 2/ 87 - 90 - 104.

الصفحة 665