كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وحُكِيَ الفتح في الفِعْل، والضم في الماء. (¬1)
والوُضُوء لغة: النظافة والحُسن، ومنه: "وَجْهٌ وَضِيءٌ"، "وجَارِيةٌ وَضِيئَةٌ"، مُشتقٌ مِنْ الضَّوْءِ ضد الظَّلام، ومنه في حديث أم معْبَد: (¬2) "ظَاهِر الوَضّاءة"، (¬3) سُمِّيَ بذلك لتَحْسِينِه فاعله في الدنيا والآخرة.
ففي الدنيا بإِزالة الأَوْسَاخ والأَقْذَار، وفي الآخرة بالنُّور الذي يَحْصل منه، كالغُرَّةِ والتحجيل وغير ذلك.
وفي الشرع: "عبارة عن الأفعال المعروفة من النية، وغَسْل الأَعضاءِ الأربعة بالطهور". (¬4)
54 - قوله: (السِّواك سُنَّةٌ يُسْتَحب)، أَوْرَدَ عليه بأن السُنَّة هو
¬__________
(¬1) انظر: (المطلع: ص 19)، قال النووي في "لغات التنبيه ص 4"، وقيل بفتحهما، وحُكِيَ ضَمُّهُما وهو شاذ".
(¬2) هي عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعية، أم معبد كنيت بابنها معبد، وزوجها أكثم ابن أبي الجون الخزاعي، وهي التي نزل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة، وحديثه معها مشهور. أخبارها في: (الإصابة: 8/ 281، أسد الغابة: 7/ 182 - 396، طبقات ابن سعد: 1/ 230، شرح الطوال الغرائب لابن الأثير: ص 175).
(¬3) هذا جزء من حديث طويل ومشهور، أخرجه طائفة من العلماء في كتبهم. انظر: (دلائل النبوة لأبي نعيم: 2/ 117، ودلائل النبوة للبيهقي: 1/ 228، طبقات ابن سعد: 1/ 230، المستدرك: 3/ 9، مجمع الزوائد: 6/ 55، والاكتفاء للكلاعي: 1/ 446، والروض الأنف: 2/ 7 - 9، السيرة النبوية لابن غير: 2/ 257، شرح الطوال الغرائب لابن الأثير: ص 171).
(¬4) زاد في المنتهى: 1/ 17: "على صِفَةٍ مخْصُوصةٍ، ويجب بحَدَثٍ، ويَحل جميع البدن كجنابة". قال البهوتي في كشاف القناع: 1/ 82: "بأن يأتي بها مُرتبةً متواليةً مع باقي الفروض، والشروط وما يجب اعتباره".
والمقصود بالأعضاء الأربعة: الوجه، واليدان، والرأس، والرجلان.