كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وقولنا: "صلاة الظهر": (¬1) أي صلاة هذا الوقت.
وقال ابن مالك في (¬2) "مثلثه": "الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ منْ كُلِّ شيءٍ، وما غَلُظَ من الأرض، والرِّكَاب التي تَحْمِل الأَثْقَال في السَفَر، ومصدر ظَهَرَ الُمتَعدِّي. والظِّهْر: لغة في الظَّهْرِ: وهو وجَع الظَّهْر. والظُّهْرُ: وقتُ الزوال" (¬3) آخر كلامه.
59 - قوله: (تَغْربُ)، يقال: غَربتْ تَغْرُبُ غُرُوباً، ومَغْرِباً: أي غَابَت وسُمِّي الَمغْرِبُ مَغْرِباً، لأَنَّها تَغِيبُ فيه.
قال ابن مالك: "غَربَ الرَّجل: بَعُدَ، والنَّجْم، وغَيْرهُ: غابَ. وغَرِبَت العَيْنُ: وَرِمَ مأْقُها، والشاةُ: تَمعَّطَ خُرْطُومها، وسقَط شَعْر عَيْنَيْها. وغَرُبَت الكَلِمَة: غَمُضَ مَعْنَاها. والرَّجُل: صار غَرِيباً". (¬4)
¬__________
(¬1) انظر: (المطلع: ص 55).
قال القاضي عياض: "الأُولَى، اسْمُها المعروف، سُمِّيت بذلك، لأنَها أَوَّل صلاَة صلاَّها جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - " انظر: (المشارق: 1/ 51).
قال الشيخ في "المغني": 1/ 378: "وبدأ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - حين علَّم أصحَابَه مواقيت الصلاة في حديث بريدة وغيره، وبدأ بها الصحابة حين سُئِلُوا عن الأوقات ... وتُسَمَّى الأُولَى، والهجيرة، والظهر".
وفي تهذيب الأسماء واللغات: 1/ ق 2 ص 196: "سُمِّيت ظهراً لظُهُورها وبروزها".
(¬2) هو الإمام اللغوي محمد بن عبد الله بن مالك لطائي الجياني الأندلسي، أبو عبد الله، أحد الأعلام في علوم العربية، له مصنفات كثيرة أشهرها: "الألفية" و"تسهل الفوائد" و"الكافية الشافية" و"اكمال الاعلام بتثليث الكلام" وغيرها، توفي 672 هـ، له ترجمة في: (البداية والنهاية: 13/ 267، بغية الوعاة: 1/ 130، ذيل مرآة الزمان: 3/ 76، طبقات النحاة واللغويين: ص 133، طبقات ابن السبكي: 8/ 67، غاية النهاية لابن الجزري: 2/ 180).
(¬3) انظر: (اكمال الاعلام: 2/ 402).
(¬4) انظر: (اكمال الاعلام: 2/ 463).