كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
60 - قوله: (الشَّمس)، معروفةٌ: قال الله عز وجل: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ}. (¬1)
والشَّمسُ في السماء الرابعة، والظَّاهر والله أعلم: أنَّ ضَوْء النَّهار من ضَوْئِها.
وفي الغَالِب: إنَّما يُمَثَّلُ في الحُسْنِ بِضَوْئِها.
وَوَرد عنه عليه السلام أَنَّه قال: "عليكم بالشَّمْس فإِنَّها حَمَّام العرب". (¬2) وفي الصحيح عنه عليه السلام: "الشمس والقَمَر مُكَوَّران يوم القيامة". (¬3) وفي غير الصحيح: "في نَارِ جَهَنَّم". (¬4)
قال بعضهم: لأَنَهما عُبِدَا من دُونِه.
وعندي، أَنَّ ذلك ليس على وجه التعذيب لهما، بل على وجه التعذيب بهما، فإِنَّهُما يزيدان حَرَّ جَهَنَّم. (¬5)
وفي الصحيحين عنه عليه السلام: "أَنَّ الشَّمس والقَمَر لا يَخْسِفان
¬__________
(¬1) سورة يس: 40.
(¬2) لم أقف له على تخريج فيما وقَع تحت يدي من مصادر، والله أعلم.
(¬3) أخرجه البخاري في بدء الخلق: 6/ 297، باب صفة الشمس والقمر، حديث (3200).
(¬4) هذه رواية البزار عن أبي هريرة، كما أخرج أبو يعلى معناه من حديث أنس وفيه: "لِيَراهُما من عَبَدَهُما"، كما أخرج ابن وهب في كتاب "الأهوال" عن عطاء بن يسار في قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} قال: "يُجْمَعان يوم القيامة ثُم يُقْذَفَان في النار" ولابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه مرفوعاً. انظر: (فتح الباري: 6/ 299 - 300).
قال. ابن الأثير في النهاية: 4/ 208: "مُكَوَّران: أي يُلَفَّان ويُجْمَعَان ويُلْقَيان فيها": أي في نار جهنَّم.
(¬5) قال الخطابي: "ليس المراد بكَوْنهما في النار تَعْذِيَبهُما بذلك، ولكنه تَبكيِتٌ لمن كان يَعْبُدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادَتَهم لهما كانت باطلا"، وقيل: "إنهما خلقا من النار فأُعِيدا فيها". انظر: (فتح الباري: 6/ 300).