كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)
وتُؤنَّثُ، وفيها عَشْر لُغَاتٍ، فتح "الهمزة" مع تثليث "الباء" وكسرها مع تثليث "الباء" أيضاً وضَمُّها مع تَثْلِيثها أيضاً. والعاشِرَة: "أُصْبُوع" بضمها، وضم "الباء"، وبعدها "واو" (¬1).
وقوله (وتَخْلِيل ما بين الأَصَابِع): أي تَعَاهُدُ الفُرَج التي بَيْنَها (¬2).
وهو عامٌ في أَصَابِع "اليَدَيْن" و"الرِجْلَيْن"، وَخصَّ بعضُهم ذلك بـ"الرِجْلَيْن" (¬3)، لأن أصْابِع "اليَدَيْن" مُفْرَجةٌ، وكيفما خَلَّل أَجْزَأ.
وذكر جَماعةٌ من أصحابنا أَنَّ الأَفْضَل أنْ يُخَلل أَصَابِع يده اليُسْرَى من تحت، وأَنْ يَبْدَأ من الخَنْصَر إلى الإبْهَام (¬4).
74 - قوله: (الميامِن)، جَمْع: أَيْمَن، وهو أنْ يَغْسِل الأَيْمَن قبل الأَيْسَرِ مِنْ يَدَيْه ورِجْلَيه، ومِنْخَرَيْه، ومسحُ أُذُنَيْه، ونحو ذلك.
و(الَمياسِر) جمع: أَيْسَر، وهو أنْ يُؤَخر العضْوَ الأَيْسَر حتى يَفْرغ من الأَيْمَن. والله أعلم.
¬__________
(¬1) انظر: (المطلع: ص 15)، قال الفيومي في المصباح: 1/ 356: "والمشهور من لغاتها كسر الهمزة وفتح الباء وهي التي ارتضاها الفصحاء".
(¬2) جاء في كتاب "المسائل لأبي داود، ص 8: "قلت لأحمد: إذا توضأ فأدخل رجله في الماء ثم أخرجها؟ قال: ينبغي لَهُ أنْ يمرَ يدَه على رِجْله ويخلل أصابِعَه، قلت: فَلَم يفعل يجزئه؟ قال: أرجو".
(¬3) قاله شمس الدين في الشرح الكبير: 1/ 114، وصاحب المبدع: 1/ 110، استناداً للحديث الذي أخرجه أبو داود عن المستورد بن شداد قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ دَلَّك أصابع رِجْلِه بخَنْصَره" وهي رواية عن احمد رحمه الله ذكره صاحب (المبدع: 1/ 110، والإنصاف: 1/ 134).
(¬4) وهذا مُخَالف لسنَّة التَيَامن في كلَّ شَيْءٍ، قال في المغني: 1/ 89: "وفي اليسرى منْ إبهَامِهما إلى خَنْصَرِها، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُحبُّ التيامُن في وضوئه، وفي هذا تيامنٌ".