كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 2)

وليس كلُّ مُسْلمٍ مؤمنًا (¬1). قال الله عزَّ وجلَّ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (¬2). وفي الحديث: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعْطَى قومًا، وترك رَجُلًا، وسعْدٌ جالس، فقال لرسول الله: مالك عَن فلَانٍ، فوالله لأرَاهُ مُؤْمنًا، فقال: أو مُسْلِمًا مِرَارًا" (¬3).
125 - قوله: (والقَيْء)، القَيْءُ: ما يَخْرُج مِنْ فَمِ الإنْسَان من مَعِدَتهِ، تَقَيَّأ: تكَلَّف القَيْءَ: (¬4) وهو نَجِسٌ.
126 - وقوله: (الفَاحِش)، يقال: فَحُش (¬5)، يَفْحَشُ، فُحْشًا، فهو
¬__________
(¬1) انظر حقيقة الفرق بين الإسلام والإيمان في كتاب (الإيمان لابن تيمية: ص 224، الدين الخالص: 3/ 106، حد الإسلام وحقيقة الإيمان للشاذلي: ص 204، وما بعدها شرح العقيدة الطحاوية: ص 250).
(¬2) سورة الحجرات، 14.
(¬3) أخرجه البخاري في الإيمان: 1/ 79، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، حديث (27) وفي الزكاة: 3/ 340، باب قول الله تعالى {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} حديث (1477)، ومسلم في الإيمان: 1/ 237، باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه حديث (237) وأبو داود في السنة: 4/ 220 باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، حديث (4683)، وأحمد في المسند: 1/ 176 - 182.
أما سعد، فهو الصحابي الجليل الأمير أبو إسحاق بن أبي وقاص القرشي، أحد العشرة المبشرين بالجنّة، وأحد السابقين الأولين، فضائله كثيرة توفي 55 هـ. أخباره في: (طبقات ابن سعد: 3/ 97، التاريخ الكبير: 4/ 43، المعارف: ص 241، حلية الأولياء: 1/ 92، تاريخ بغداد: 1/ 144، طبقات القراء: 1/ 304، السير للذهبي: 1/ 92، تهذيب ابن عساكر: "5/ 6 - 110).
(¬4) انظر: (مشارق الأنوار: 2/ 197، المطلع: ص 147، المصباح المنير: 2/ 182).
والقَيْءُ: يوجب الوضوء عند أكثر أهل العلم، انظر: (المغني: 1/ 175).
وقال مالك والشافعي وأبو ثور: لا يحب فيه الوضوء، وهو اختيار ابن تيمية. انظر:
(الاختيارات: ص 9، الذخيرة للقرافي: 1/ 231، المهذب: 1/ 31).
(¬5) بضم "الحاء" وفتحها، والفُحْشُ في الأصل: كل ما يَشْتَدُّ قُبْحُه من الذنوب والمعاصي، ثم استعمل مجازًا في كل ما تشمئز منه النفس. (اللسان: 6/ 325 مادة فحش).

الصفحة 97