كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (اسم الجزء: 2)

وَيُقَال: رجل منجذ اذا كَانَ مجربا محكما وَأَصله من طُلُوع الناجذ. وَيُقَال: قد عض فلَان على ناجذه وَكَذَلِكَ الْبَعِير اذا عض على بازله فقد بلغ. وَالْفرس اذا عض على قارحه.
وَقَوله: يذرو الرِّوَايَة ذرو الرّيح الهشيم أَي: يسْرد الرِّوَايَة كَمَا تنسف الرّيح هشيم النبت. وَهُوَ مَا يبس مِنْهُ وتفتت. وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: {فَأصْبح هشيما تَذْرُوهُ الرِّيَاح} .
وَقَوله: لَا ملىء وَالله باصدار مَا قدر عَلَيْهِ يَقُول: لَيْسَ هُوَ كَامِل لرد مَا سُئِلَ عَنهُ وَمَا أصَاب فِيهِ وَلَا هُوَ أهل لما قرظ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد فِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام انه قَالَ: أسلم وَالله أَبُو بكر وَأَنا جذعمة أَقُول فَلَا يسمع قولي فيكف أكون أَحَق بمقام أَبى بكر.
يرويهِ الرّبيع بن نَافِع الْحلَبِي عَن ابراهيم بن يحيى الْمَدِينِيّ عَن صَالح مولى التؤمة.
الجذعمة: الصَّغِير وَالْمِيم زَائِدَة. وَأَصله الْجَذعَة وَالْمِيم تزاد آخرا رَابِعَة فَيكون الْحَرْف على فَعلم نَحْو: زرقم.

الصفحة 124