كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (اسم الجزء: 2)

وَقَوله: وَلَا تسْقط على الجفير وَهِي الجعبة. يَقُول: لَا تسْقط فِي مَوضِع ترَاهَا فِيهِ لِأَنَّهَا تعلم ان فِيهَا سهاما.
وَقَالَ فِي حَدِيث الشّعبِيّ انه أُتِي بِهِ الْحجَّاج فَقَالَ: اخرجت عَليّ يَا شعبي فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير اجذب بِنَا الجناب وأحزن بِنَا الْمنزل واستحلسنا الْخَوْف واكتحلنا السهر وأصابتنا خزية لم يكن فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء. قَالَ: لله أَبوك ثمَّ أرْسلهُ.
حَدَّثَنِيهِ أَبُو حَاتِم سهل قَالَ: حَدثنَا الْأَصْمَعِي عَن عُثْمَان الشحام انه قَالَ: الجناب مَا حول الْقَوْم. يقا ل: اخصب جناب الْقَوْم واجدب جنابهم. وَمِنْه قَول مُجَاهِد: ان لأهل النَّار جنابا يستريحون اليه فاذا أَتَوْهُ لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدلم.
وأحزن بِنَا الْمنزل وَهُوَ من الحزونة وَهُوَ غلظ الْمَكَان وخشونته.
وَقَوله: استحلسنا الْخَوْف من الحلس الَّذِي يبسط فِي الْبَيْت وَيقْعد عَلَيْهِ وَمِنْه قيل فِي الحَدِيث: كن جلس بَيْتك يَعْنِي فِي الْفِتْنَة.

الصفحة 646