كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (اسم الجزء: 2)

فِي الْخلق الرَّابِع وَكَانَ مخلقا عتقت بِهِ الْأمة وَانْقَضَت بِهِ عدَّة الْحرَّة.
يرويهِ هِشَام عَن دَاوُد عَن الشّعبِيّ نكس أَي: قلب فِي الْخلق الرَّابِع. وَهُوَ المضغة. وَذَلِكَ لِأَن الله تبَارك وَتَعَالَى يَقُول: {فَإنَّا خَلَقْنَاكُمْ من تُرَاب} فَهَذِهِ حَال {ثمَّ من نُطْفَة} فَهَذِهِ حَال ثَانِيَة. ثمَّ من علقَة فَهَذِهِ حَال ثَالِثَة. ثمَّ من مُضْغَة مخلفة وَغير مخلقة فَهَذِهِ حَال رَابِعَة. والمخلقة: التَّامَّة الَّتِي قد تبين خلقهَا.
وَقَالَ فِي حَدِيث الشّعبِيّ انه قَالَ: أُغمي على رجل من جُهَيْنَة فِي بَدْء الاسلام فظنوا أَنه قد مَاتَ وَهُوَ جُلُوس حوله وَقد حفروا لَهُ اد أَفَاق فَقَالَ: مَا فعل القصل قَالُوا مر بِنَا السَّاعَة فَقَالَ: أما انه لَيْسَ عَليّ بَأْس اني أتيت حَيْثُ رَأَيْتُمُونِي أُغمي عَليّ. فَقيل لي: لأمك هُبل الا ترى حفرتك تنثل أرأريت ان حولناها عَنْك بمحول ودفنا فِيهَا قصل الَّذِي مَشى فخزل أتشكر لِرَبِّك وتصلى وَتَدَع سَبِيل من أشرك وضل قلت: نعم فبرأ وَمَات القصل فَجعل فِيهَا.

الصفحة 653