كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 3)
يمينًا أخذًا من اليمين بمعنى القُوَّة، ويمكن أن يكون من اليد اليمين لما جرت به العادة من الصفق باليمين عند المحالفة، وسمي أليَّة من قولهم: أَلا يألو إذا اجتهد، لا من قولهم: ألا يألو إذا قصَّر.
وفي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إذا اجتهد في اليمين قال: «والذي نفس أبي القاسم بيده» (¬١).
وأما القَسَم فاسمٌ من قولهم: أَقْسَم إذا حلف، وكأنه مأخوذ من القَسْم بوَزْنِ فَلْسٍ، [٧١١] وهو الشك، كما في القاموس وغيره (¬٢)، فقالوا: أقسم، أي: أزال القَسْم، كما قالوا: أشكاني الأمير، أي: أزال شكواي، كما في كتب اللغة والتصريف، والحالف إنما يحلف ليزيل الشكَّ.
وأما الحَلِفُ فكأنه مأخوذ من حلافة اللسان أي حدَّته ــ كما في القاموس وغيره (¬٣) ــ؛ لأن حديد اللسان يكثر من القَسَم. ولذلك ــ والله أعلم ــ لم يجئ لفظ الحلف في القرآن إلا في معرض الذمِّ, قال تعالى:
---------------
(¬١) سنن أبي داود، كتاب الأيمان والنذور، بابٌ يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما كانت، ٢/ ١٠٩، ح ٣٢٦٤. [المؤلف]. وهو في مسند أحمد ٣/ ٣٣ و ٤٨. وصححه ابن الملقن في البدر المنير ٢٤/ ٢٠٨، ح ٢٤١٠. لكن في إسناده عاصم بن شميخ، لم يوثقه إلا العجلي ٢/ ٨، وذكره ابن حبان في الثقات ٥/ ٢٣٩. أما أبو حاتم فقال: (مجهول). الجرح والتعديل ٦/ ٣٤٥. ولذلك ضعَّفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود.
(¬٢) انظر: القاموس المحيط ١٤٨٣، لسان العرب ١٢/ ٤٨٠. وفيه أيضًا وفي معجم مقاييس اللغة ٥/ ٧٢ أن أصل ذلك من القسامة، ولم يذكر ابن فارس غيره، ونسبه إلى أهل اللغة.
(¬٣) انظر: القاموس المحيط ١٠٣٥، لسان العرب ٩/ ٥٦.