كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 2)

وآله وسلم فقال: إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن" (¬١).
وفي الصحيحين وغيرهما أحاديث أخرى في هذا المعنى وفي فضلها.
فأما بناؤها على توحيد العبادة فإن قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} معناه عند السلف ما لخَّصه ابن جرير في قوله: "هو الله الذي له عبادة كل شيء، لا تنبغي العبادة إلا له ولا تصلح لشيء سواه" (¬٢).
ومَن حمله على أَحديَّة الذات أو على ما يشمل الأمرين فالمراد بأحديَّة الذات، والله أعلم، الرَّدُّ على النصارى في قولهم: (ثلاثة أقانيم)، وانجرُّوا بذلك إلى القول بأن عيسى إله يستحق العبادة، وسيأتي إن شاء الله تعالى إيضاح ذلك، وعلى هذا فإثبات أحديَّة الذات مقصود منه إثبات الأحديَّة في استحقاق العبادة.
{اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)}، ساق ابن جرير آثارًا في تفسيره ثم قال: "قال أبو جعفر: الصمد عند العرب هو السيد الذي يُصْمَد إليه، الذي لا أحد فوقه، وكذلك تسمِّي أشرافَها، ومنه قول الشاعر (¬٣):
---------------
(¬١) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب فضائل القرآن، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. [المؤلف]
(¬٢) تفسيره ٣/ ١٩٥. [المؤلف]
(¬٣) نُسب البيت إلى (هند) بنت معبد الأسدية. انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٢٥٤، ومعجم ما استعجم ٢/ ٩٩٦، والبيان والتبيين ١/ ١٨٠، وخزانة الأدب ١١/ ٢٦٩.
ونُسب أيضًا إلى سبرة بن عمرو الأسدي. انظر: شرح أبيات إصلاح المنطق ١٥١، وسمط اللآلي ٢/ ٩٣٣، ولسان العرب مادة (خير).

الصفحة 44