كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 2)

وأمرٌ آخر ألزمهم الله تعالى به وهو أنَّ عبادتهم للإناث الخياليَّات لما كانت لمعدومٍ ترجع إلى الآمر لهم بذلك وهو الشيطان.
(ثم إنَّ) (¬١) عبادتهم للملائكة لما كان الملائكة لم يأمروا بها ولم يرضوها رجعت للآمر لهم وهو الشيطان.
وثالث: وهو أنَّ الشيطان يعترض العبادات الباطلة بما يجعلها في الصورة كأنها له.
ومن ذلك ما جاء في الصحيح أنَّ الشيطان يقارن الشمس عند ما يسجد لها المشركون (¬٢)، أي: ليكون السجود في الصورة كأنه له.
[س ١٤٥/أ] بل إنَّ الشيطان يعترض العبادات الحقَّة إذا قصَّر صاحبها، يريد الشيطان أن تكون في الصورة كأنها له، فقد جاء في الحديث: "مَنْ كانت له سُتْرة فليَدْنُ منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته" (¬٣)، وهذا الحديث فيه مقال،
---------------
(¬١) لم تظهر الكلمتان في الأصل.
(¬٢) سيأتي تخريج هذا الحديث في ص ٧٢٦ فصل تفسير عبادة الشياطين.
(¬٣) أخرجه أحمد ٤/ ٢. وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدنوِّ من السترة، ١/ ١٨٥، ح ٦٩٥. والنسائي في كتاب القبلة، الأمر بالدُّنوِّ من السترة، ٢/ ٤٩. وابن خزيمة في كتاب الصلاة، باب الأمر بالدنوِّ من السترة ... ، ١/ ٤١٠، ح ٨٠٣. وابن حبان (الإحسان)، كتاب الصلاة، باب ما يكره للمصلِّي وما لا يكره، ذكر العلَّة التي من أجلها أُمِر بالدنوِّ من السترة للمصلِّي، ٦/ ١٣٦، ح ٢٣٧٣. والحاكم في كتاب الصلاة، "لا تصلُّوا إلا إلى سترة ... "، ١/ ٢٥١ - ٢٥٢، من حديث سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه. قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ولم يتعقَّبه الذهبيُّ.

الصفحة 545