كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 3)
ففيه أن السدنة كانوا يدعون العزى بعد أن قُطعت السمُرات وهُدم البيت، فيظهر من ذلك أنهم يرون أن العزى شيءٌ آخر، ويوضحه قوله - صلى الله عليه وسلم - لخالدٍ: "لم تصنع شيئًا"، وقوله في الشيطانة: "تلك العزى ... ".
فلننظر الآن مَنْ هم الأشخاص الذين كانت اللات والعُزَّى ومناة تماثيل أو تذكارات لهم.
جاء عن ابن عباس ومجاهد وأبي صالح وغيرهم أنهم قرؤوا: {اللاتّ} بتشديد التاء (¬١).
وفي روح المعاني: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس: أنه كان يلتُّ السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سَمِن، فعبدوه (¬٢).
قال: وأخرج الفاكهي (¬٣) أنه لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا [٣٠١] عليها بيتًا (¬٤).
---------------
(¬١) انظر: تفسير ابن جرير ٢٢/ ٤٧، شواذّ القرآن ص ١٤٧، والمحتسب ٢/ ٢٩٤. وبها قرأ رُوَيسٌ عن يعقوب. انظر: إرشاد المبتدي ص ٥٧٢، النشر ٢/ ٣٧٩.
(¬٢) انظر: فتح الباري ٨/ ٦١٢. وأصله عند البخاريِّ في كتاب التفسير، سورة: "والنجم"، باب: "أفرأيتم اللات والعزَّى"، ٦/ ١٤١، ح ٤٨٥٩، بلفظ: "كان اللات رجلًا يلُتُّ سويق الحاجِّ".
(¬٣) أخبار مكَّة، ذكر اللات وأصل عبادتها ومكانها، ٥/ ١٦٤، ح ٧٦. وانظر: فتح الباري ٨/ ٦١٢.
(¬٤) روح المعاني ٨/ ٢٥٦ [المؤلف]. وانظر: الدرّ المنثور ٧/ ٦٥٣.