كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 3)

وقال البيضاوي: " {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} بأن أطاعه وبنى عليه دينه، لا يسمع حجة ولا ينظر دليلًا، وإنما قدم المفعول الثاني للعناية به" (¬١).
وقال في آية الجاثية: "وترك متابعة الهدى إلى مطاوعة الهوى؛ فكأنه يعبده" (¬٢). ونحوه في تفسير أبي السعود (¬٣).
وقد قال أبو السعود في آية الفرقان: " أرأيت مَن جعل هواه إلهًا لنفسه من غير أن يلاحظه وبنى عليه أمر دينه معرضًا عن استماع الحجة الباهرة والبرهان النيِّر بالكلِّيَّة" (¬٤).
وقد أخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تحت ظلِّ السماء من إلهٍ يُعبَد من دون الله تعالى أعظم عند الله عزَّ وجلَّ من هوىً يتَّبع" (¬٥).
---------------
(¬١) تفسير البيضاوي ٤٨١.
(¬٢) تفسير البيضاوي ٦٦٢.
(¬٣) ٢/ ٤٩٤. [المؤلف]
(¬٤) تفسير أبي السعود ٢/ ٢٥٠. [المؤلف]
(¬٥) روح المعاني ٦/ ١٥٥. [المؤلف]. والحديث أخرجه ابن أبي عاصمٍ في السنة، ذكر الأهواء المذمومة، ١/ ٨، ح ٣. وأبو يعلى، كما في المطالب العالية، ١٢/ ٥٣٢، ح ٢٩٩٠. والطبراني في الكبير ٨/ ١٢٢ - ١٢٣، ح ٧٥٠٢. وأبو نعيمٍ في الحلية، (ترجمة راشد بن سعد)، ٦/ ١١٨. وغيرهم. قال ابن الجوزيِّ: (هذا حديثٌ موضوعٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه جماعةٌ ضعافٌ، والحسن بن دينارٍ والخصيب [بن جحدرٍ] كذَّابان عند علماء النقل). الموضوعات ٣/ ٣٧٦، ح ١٦١٦. وقال الهيثميُّ: (وفيه الحسن بن دينارٍ، وهو متروك الحديث). مجمع الزوائد ١/ ٤٤٧. وقال الألبانيُّ: (موضوعٌ). السلسلة الضعيفة ١٤/ ٩٠، ح ٦٥٣٨.

الصفحة 616