كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 3)

اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعاهم إلى الإسلام=: أتريد يا محمد أن نعبدك، كما تعبد النصارَى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرِّبِّيس (¬١): أوَ ذاك تريد منا يا محمد؟ ... (¬٢) فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: معاذَ الله أن نَعبُد غيرَ الله، أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني, أو كما قال, فأنزل الله عزَّ وجلَّ في ذلك ... : {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} الآية إلى قوله: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} " (¬٣).
أقول: ابن إسحاق هو إمام أهل المغازي، وقد ذكر هذا الحديث في سيرته، وهو ثقة على الصحيح، وإنما يُخشى تدليسه، وقد صرَّح بالسماع، وشيخه ذكره ابن حبان في الثقات (¬٤)، لكن قال الذهبي: [٣٨٧] لا يُعرف (¬٥).
وفي أسباب النزول للسيوطي (¬٦): وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن الحسن قال: بلغني أن رجلًا قال: يا رسول الله! نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك؟ قال: لا، ولكن أكرموا نبيَّكم، واعرفوا الحق
---------------
(¬١) في الأصل: الرئيس, والتصحيح من طبعة محمود شاكر لتفسير ابن جرير.
(¬٢) وضع النقاط مني, وإنما وضع خطًا طويلا, ولعله يشير إلى سقم نسخته من تفسير الطبري, والذي تُرك هو: "وإليه تدعونا, أو كما قال".
(¬٣) ٣/ ٢١١. [المؤلف]. وأخرجه ابن المنذر ١/ ٢٦٦، ح ٦٤٢. وابن أبي حاتمٍ ٢/ ٦٩٣، ح ٣٧٥٦. والبيهقيُّ في الدلائل، باب وفد نجران ... ، ٥/ ٣٨٤. كلُّهم من طريق ابن إسحاق. وانظر: سيرة ابن هشام ٢/ ١٤٥.
(¬٤) ٧/ ٣٩٢.
(¬٥) ميزان الاعتدال ٤/ ٢٦.
(¬٦) لباب النقول ص ٥١.

الصفحة 650