كتاب مسند إسحاق بن راهويه (اسم الجزء: 2-3)

552 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْثَدَ بْنَ شُرَحْبِيلَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ، قَالَ: أَدْخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ سَبْعِينَ رَجُلًا -[86]- مِنْ خِيَارِ قُرَيْشٍ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمَكِ بِالشِّرْكِ، لَبَنَيْتُ الْبَيْتَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، هَلْ تَدْرِينَ مَا قَصَرَ قَوْمَكِ عَنْ قَوَاعَدَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: قَصُرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ قَالَ: وَكَانَتِ الْكَعْبَةُ قَدْ وَهَتْ مِنْ حَرِيقِ الشَّامِ، فَهَدَمَهَا وَكَشَفَ عَنْ رُبْضٍ فِي الْحِجْرِ، آخِذٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَتَرَكَهُ مَكْشُوفًا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ؛ لِيُشْهِدَ النَّاسَ عَلَيْهَا، فَرَأَيْتُ الرُّبْضَ خَمْسَةَ أَحْجَارٍ وَجْهٌ حَجَرٌ وَوَجْهٌ حَجَرَانِ، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَأْخُذُ -[87]- الْعَتَلَةَ فَيَهُزُّهَا مِنْ نَاحِيَةِ الرُّكْنِ فَيَهْتَزُّ مِنْ نَاحِيَةِ الرُّكْنِ الْآخَرِ فَبَنَاهُ عَلَى ذَلِكَ الرُّبْضِ وَوَضَعَ فِيهِ بَابَيْنِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، قَالَ: فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ؛ هَدَمَهُ الْحَجَّاجُ وَأَعَادَهُ عَلَى نَحْوِ مَا كَانَ عَلَيْهِ، قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَدِدْتُ أَنَّكَ تَرَكْتَهُ عَلَى مَا فَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمَا تَحَمَّلَ مِنْهُ، قَالَ مَرْثَدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَوْ وَلِيتَ مِنْهُ مِثْلَ مَا وَلِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ؛ لَأَدْخَلْتُ الْحِجْرَ كُلَّهُ فِي الْبَيْتِ فَلِمَ يُطَافُ بِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْبَيْتِ

الصفحة 85