كتاب النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام (اسم الجزء: 2)

إلا بالجوارح مثل القتل والزنا وأشباهه مما لا يستطاع فعلها إلا بالجوارح
فتجاوز الله رفقًا بعباده ورحمة لهم عن الاهتمام بها دون الفعل. إذ
الاهتمام يضاهي الخاطر والشهوة وهما غير مملوكين. فأما ما كان
سلطانه فيه للقلب من الطوية على الكفر، وحفظ المنكر وأباطيل السحر
وأشباهه فالإضمار عليه والقبول له عمل يكتبه الحافظ، ويسأل عنه
الرب جل وتعالى.
ومن زعم أن خطرة المعصية التي لا تتم إلا بالفعل يسأل عنها إذا
طالت عليه، وتمكنت شهوته من قلبه وإن لم يعملها بجوارحه.
واحتج بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا توجه المسلمان
بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) قيل: يا رسول الله: هذا القاتل
قد عرفناه، فما بال المقتول، فقال: " إنه كان حريصًا على قتل
صاحبه ".

الصفحة 161