كتاب النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام (اسم الجزء: 2)

من يستر دينًا.
* * *
وقوله تعالى: (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)
حجة على جميع من يستر دينا يكتمه لا يأمن في إظهاره، لأن الله -
جل وتعالى - وعد مع تمكين الدين لأهله أمنَا مقرونَا به.
فمن كان خائفا في دين يتمسك به من ينكر عليه إن أظهر، ومعاقب
له على باطل يعتقده غير متمكن له دينه، بل هو من إيمانه على مخاطره أن
يكون الله - جل وتعالى - أنجز أهل الإيمان العاملين بطاعته ميعاده في
الأمن دونه، والله لا يخلف الميعاد، فكيف يكون فاقدَا لا متمسكَا
بمرضي الدين وهو فزع في إظهاره، مشمئز من إعلانه.
الاستئذان فى الأوقات الثلاثة.
* * *
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)

الصفحة 487