كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
أسرى لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعي له ، فقال أنمار : لم أر كاليوم كلاما أنفع في حاجتنا من كلامنا ، وكلامهم بأذنه ، فدعا قهرمانة ، فقال : ما هذه الخمر ، وما أمرها ؟ قال : هي من حبلة غرستها على قبر أبيك ، وقال للراعي : ما هذه الشاة ؟ فقال : هي عناق أرضعتها بلبن كلبة وكانت أمها ماتت ، ثم أتى أمه ، فقال : اصدقيني ، من أبي ؟ فأخبرته أنها كانت تحت ملك كثير المال وكان لا يولد له ، فخفت أن يموت وليس له ولد ، فأمكنت من نفسي ابن عم له كان نازلا عليه فولدتك ، فرجع إليهم وقال : ما أشبه القبة الحمراء من مال نزار فهو لمضر ، فذهب بالإبل الحمر الدنانير ، فسميت : مضر الحمراء ، وأما صاحب الفرس الأدهم والخباء الأسود فله كل شيء أسود ، فصار لربيعة الخيل الدهم وما شاكلها ، فقيل : ربيعة الفرس . وأما الخادم الشمطاء فلصاحبها الخيل البلق والماشية ، فسميت : إياد الشمطاء ، وقضى لأنمار بالدراهم والأرض فصدروا الخيل البلق من عنده على ذلك ، فقال الأفعى : إن العصا من العصية ، وإن خشيناً من أخشن ، فأرسلهما مثلا .
وقولهم : " إن العوان لا تعلم الخمرة " : يضرب للرجل المجرب .
وقولهم : " إني لآكل الرأس وأنا أعلم بما فيه " : يضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره .
وقولهم : " أنفٌ في السماء واست في الماء " : يضرب للمتكبر الصغير الشأن .
وقولهم : " إن الذليل الذي ليست له عضد " أي أنصار وأعوان : يضرب لمن يخذله ناصره .
وقولهم : " إن يدم أظلك فقد نقب خفي " الأظل : ما تحت منسم البعير : والخف : قائمته : يضربه الشكو إليه المشاكي أي أنا منه في مثل ما تشكوه . وقولهم : " إن تسلم الجلة فالنيب هدر " الجلة : جمع جليل يعني العظام من الإبل ، والنيب : جمع ناب وهي الناقة المسنة ، معناه إذا سلم ما ينتفع به هان ما لا ينتفع به .

الصفحة 10