كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
وقولهم : " أخو الظلماء أعشى باليل " : يضرب لمن يخطئ حجته ولا يبصر الخرج مما وقع فيه .
وقولهم : " إنك لتكثر الحز وتخطئ المفصل " : يضرب لمن يجتهد قي السعى ثم لا يظفر بالمراد .
وقولهم : " أول الشجرة النواة " : يضرب للأمر الصغير يتولد منه الكبير .
وقولهم : " إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فلتذبح " قاله الفرزدق في امرأة قالت الشعر .
وقولهم : " إذا رآنى رأى السكين في الماء " : يضرب لمن يخافك جد اً .
وقولهم : " إنك ريان فلا تعجل بشربك " : يضرب لمن أشرف على إدراك بغيته فيؤمر بالرفق .
وقولهم : " أبطش من دوسر " هي إحدى كتائب النعمان أشدها بطشا ونكاية ، قال بعض الشعراء :
ضربت دوسر فيهم ضربة . . . أثبتت أوتاد ملكٍ فاستقر
قولهم : " أبرماً قروناً " البرم : الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبخله ، والقرون : الذي يقرن بين الشيئين ، وأصله أن رجلا كان لا يدخل في الميسر ولا يرى اللحم فجاء . إلى امرأته وبين يديها لحم تأكله فأقبل يأكل معها بضعتين يقرن بينهما فقالت له : أبرماً قروناً : يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين .
وقولهم : " الثيب عجالة الراكب " : يضرب في الحث على الرضا بيسير الحاجة عند إعواز جليلها .
وقولهم :
البس لكل حالةٍ لبوسها . . . إما نعيمها وإما بوسها
أول من قال ذلك بيهس : وهو رجل من بني غراب بن فزارة ، وكان سابع سبعة إخوة ، فأغار عليهم أناس من بني أشجع ، وهم في إبلهم فقتلوا منهم ستة وتركوا بيهسا لحمقة فقال : دعوني أتوصل معكم إلى أهلي فأقبل معهم ، فلما كان من الغد نحروا في يوم شديد الحر ، فقال بعضهم : أظلوا لحمكم لا تفسده الضح ،

الصفحة 12