كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 18 """"""
ولذلك عيرت بنو تميم بحب الطعام ، قال الشاعر :
إذا ما مات ميت من تميم . . . وسرك أن يعيش فجيء بزاد
بخبز أو بلحم أو بتمر . . . أو الشيء الملفف في البجاد
تراه ينقب الآفاق حولا . . . ليأكل رأس لقمان بن عاد
وهذا المثل يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة طمعا .
حرف الباء
تقول العرب : " بلغ السيل الزبى " هي جمع زبية وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده لا يعلوها الماء فإذا بلغها السيل كان مجحفا : يضرب لمن جاوز الحد .
وقولهم : " بين العصا ولحائها " اللحاء : القشر : يضرب للمتخاللين المتفقين ، ويروى : لا مدخل بين العصا ولحائها .
وقولهم : " بينهم داء الضرائر " هي جمع ضرة يضرب للعداوة إذا رسخت بين قوم .
وقولهم : " بينهم عطر منشم " قال الأصمعي : منشم كانت عطارة بمكة وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها فإذا فعلوا ذلك كثرت بينهم القتلى فكان يقال : أشأم من عطر منشم : يضرب في الشر العظيم ، وفيه يقول زهير
تداركتما عبساً وذبيان بعد ما . . . تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقولهم : " به داء ظبيٍ " : أي أنه لا داء به كما أن الطبي لا داء به ، وقيل : ربما يكون بالظبي داء لا يعرف مكانه معناه أن به داءً لا يعرف . وقولهم : " بلغت الدماء الثنن " الثنة ، الشعرات التي في مؤخر رسغ الدابة : يضرب عند بلوغ الشر النهاية .
وقولهم : " برح الخفاء " أي زال من قولهم ما برح ، والمعنى زال الشر فوضح الأمر ، ويقال : الخفاء المتطاطىء من الأرض ، والبراح المرتفع أي صار الخفاء براحا .