كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
وقولهم : " بنان كف ليس فيها ساعد " يضرب لمن له همة ولا مقدرة له على ما في نفسه .
وقولهم : " بات فلان يشوي القراح " يعني الماء الخالص لا يخالطه شيء : يضرب لمن ساءت حاله ، وفقد ماله بحيث يشوي الماء شهوةً للطبيخ .
وقولهم : " بخٍ بخٍ ساق بخلخالٍ " هي كلمة يقولها المتعجب من حسن الشيء وكماله . وأول من قال ذلك الورثة بنت ثعلبة ، وذلك أن ذهل بن شيبان كان زوج الورثة وكانت لا تترك له امرأة ، إلا ضربتها فتزوج رقاش بنت عمرو بن عثمان من بني ثعلبة ، فخرجت رقاش يوما وعليها خلخالان ، فقالت الورثة ذلك ، فذهبت مثلا .
حرف التاء
وقولهم : " ترك الظبي ظله " أي كناسه الذي يستظل به : يضرب لمن نفر من شيء فتركه تركا لا يعود له .
وقولهم : " تركته على مثل ليلة الصدر " وهي ليلة ينفر الناس من منًى فلا يبقى منهم أحد .
وقولهم : " تركته أنقى من الراحة " أي على حال لا خير فيه كما لا شعر على الراحة : يضرب في اصطلام الدهر .
وقولهم : " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها " : أي لا تكون ظنرا وإن آذاها الجوع .
أول من قاله الحارث بن سليل الأسدي وكان حليفا لعلقمة بن حصفة الطائي فزاره فنظر إلى ابنته الزباء وكانت من أجمل أهل دهرها ، فقال : أتيتك خاطبا وقد ينكح الخاطب ، ويدرك الطالب ، ويمنح الراغب ، فقال له علقمة : أنت كفء كريم يقبل منك الصفو ، ويؤخذ منك العفو ، فأقم ننظر في أمرك ، ثم انكفأ إلى أمها ، فقال : إن الحارث سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا ، وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن